اخبار لبنان اخبار صيدا اعلانات منوعات عربي ودولي صور وفيديو
آخر الأخبار

ع َ "الستين" يا بطيخ

صيدا اون لاين

أوحى الكلام الذي نقله "نواب الأربعاء" عن الرئيس نبيه بري، الأسبوع الماضي، الذي صودف بين جولتي الإنتخابات البلدية، بأن رئيس المجلس مصمم على دفع الإنتخابات النيابية قدماً، حتى ولو لم يكن هناك خيار سوى خيار "ابغض الحلال"، وهو قانون الستين المعدّل في الدوحة، والذي على اساسه أجريت آخر انتخابات نيابية، وقد حال عدم التوافق على قانون جديد دون إجراء هذه الإنتخابات لمرتين متتاليتين، وقد استند الممددون في المرتين لتبرير التمديد إلى أن الوضع الأمني لا يسمح بإجراء هذه الإنتخابات، وهو

تبرير أُسقط بالضربة الأولى في الجولتين الإنتخابيتين في كل من بيروت والبقاع وبعلبك والهرمل وجبل لبنان، حيث لم تُسجل حوادث أمنية دراماتيكية، بعدما أثبتت القوى الأمنية المولجة أمن الإنتخابات فاعليتها في حفظ أمن المواطنين وتأمين أجواء ملائمة، ولم تشهد حماوة التنافس في المناطق الحساسة سوى إشكالات متفرقة لم تتخطّ الخطوط الحمر، واقتصرت المناوشات على بعض التلاسن، الذي تخلله بعض الأحيان "كمّ ضربة كفّ" ع َ الخفيف!

ولأن "الأستاذ" مصممٌ على إجراء الإنتخابات النيابية حتى قبل ربيع العام 2017، فإن الذين يشتغلون على قانون جديد للإنتخابات، ومن كل الأطراف، يستبعدون إمكانية التوافق على قانون تكون النسبية من أساساته المتينة، ولذلك فإن العودة إلى قانون الستين مع تعديلاته "الدوحوية" سيكون الأقرب إلى منطق التطبيق العملي، علماً أن هذا القانون، الذي يلقى معارضة من المجتمع المدني، لا تعارضه أغلبية القوى السياسية، وبالأخص تيار "المستقبل" والحزب التقدمي الإشتراكي، باعتبار أنه يؤمن لها نوعاَ من الستاتيكو لحيثية التمثيل، الذي قد يتأثر في بعض المناطق بتحالف "التيار الوطني الحر" و"القوات اللبنانية"، وذلك استناداً إلى معمودية النار التي مرّ بها هذا التحالف في زحلة وفي غير منطقة من جبل لبنان، باستثناء جونيه والحدث وغيرها من البلدات، التي لم تتطابق حسابات العائلات على حساب الأحزاب، على رغم نظرية الدكتور سمير جعجع بأنه لم يكن هناك من مواجهة بين العائلات والأحزاب، ولنا في ذلك عودة بالتفصيل حول هذه الجدلية، التي تحتاج إلى مراجعة هادئة وغير انفعالية لما جرى في أكثر من منطقة انتخابية.

وهكذا تدور الدائرة ويعود الحديث إلى المربعات الأولى، وإلى 56 سنة إلى الوراء، مهما حار الحائرون ودار الدائرون، لأن مصلحة الأحزاب تبقى فوق كل اعتبار آخر، ولأن أي قانون آخر للإنتخابات لن يؤمن لها الحضور نفسه الذي يمكن أن يؤمنه لها هذا الستيني، على رغم أن كل القوى سبق لها أن أعلنت رفضها لهذا القانون، ولكن في المحصلة النهائية لم يبق في الميدان سوى حديدان الستين... وع َ "الستين يا بطيخ!
 

تم نسخ الرابط