كلابٌ شاردة بين المنازل... ووزير الزراعة يتحدّث لموقع mtv عن الحلّ

في شوارع لبنان وأحيائه، تتحرّك الكلاب الشاردة بحرّية، لتصبح ظاهرة تثير مخاوف البعض وتستفز تعاطف آخرين. وبين من يطالب بحماية الإنسان أولًا، ومن يدعو إلى احترام حقّ هذه الحيوانات في الحياة، ينقسم الشارع اللبناني وتحتدم النقاشات. كيف يمكن معالجة هذه الأزمة قبل أن تتحوّل إلى خطرٍ داهم يهدّد سلامة الجميع؟
في هذا الإطار، أكد وزير الزراعة نزار هاني، في مقابلة مع موقع mtv، أنّ عدد الكلاب الشاردة في لبنان ازداد بشكل كبير في السنوات الأخيرة، ما أدى إلى احتكاكات متزايدة مع المواطنين، إذ ليس جميع السكان يتقبّلون وجود هذه الكلاب في أحيائهم وقراهم.
وأوضح هاني أنّ الحلّ العلمي المعتمد عالميًّا، والذي أثبت نجاحه في عدد كبير من الدول، يقوم على تلقيح هذه الكلاب وتعقيمها، ثم إعادتها إلى المكان الذي كانت فيه، مشيرًا إلى أنّ أسلوب "التقاط، تعقيم، تلقيح، وإعادة إلى البيئة" TNVR هو الأكثر فعالية مقارنة بمحاولات القضاء على الكلاب عبر القتل الرحيم.
ولفت إلى أنّ لبنان بات يمتلك قانونًا خاصًّا بالرفق بالحيوان، وتعمل الوزارة حاليًّا على إعداد مراسيمه التطبيقية التي من المتوقع صدورها قريبًا، موضحًا أنّ الهدف من هذه المراسيم هو تحديد هوية كل كلب، سواء عبر معرفة مالكه، أو من خلال زرع رقاقة إلكترونية (chip) أو وضع وسم أذني (ear tag) وتسجيله في سجل خاص، مما يتيح معرفة أي كلب شارد عند مشاهدته في الشارع.
وأشار إلى أنّ الوزارة تنفّذ هذه الحملة بالتعاون مع البلديات لمعالجة المشكلة بشكل فعّال، مؤكدًا أنّ تجاوب البلديات والجمعيات والناشطين بدأ يتزايد، ما سمح بإطلاق المشروع بنجاح. وأوضح أنّ الهدف النهائي هو تعقيم وتلقيح وتسجيل جميع الكلاب الموجودة في لبنان.
وأضاف هاني أنّه في المرحلة الثانية، ستتمكن الوزارة من إلزام البلديات بالانضمام إلى الحملة، إلا أنّ المرحلة الأولى تتطلب كلفة مالية كبيرة، لذلك يجري تنفيذها تدريجيًّا، بدعم من الأطباء البيطريين وبعض الشركات المتخصصة باللقاحات والأدوية الخاصة بالحيوانات الأليفة والبرية.
وشدّد هاني على أنّ التوجّه العالمي اليوم يُعرف بمفهوم "صحة واحدة" (One Health)، الذي يقوم على عدم الفصل بين صحة الإنسان وصحة الحيوان، خصوصاً أنّ 70% من الأمراض التي تصيب الإنسان مصدرها الحيوان.
وأوضح أنّ وزارة الزراعة تعمل من جهة رعاية الحيوان، في حين تعمل وزارة الصحة على توعية المواطنين، في إطار مقاربة شاملة ومتكاملة لمعالجة هذه القضية.
وختم هاني مشيرًا إلى أنّ الوزارة تبذل في الوقت الحالي كل الجهود اللوجستية الممكنة، وحصلت على تمويل إضافي من البنك الدولي، إضافة إلى دعم من برنامج One Health، بهدف معالجة أزمة الكلاب الشاردة في لبنان.
وفي ظل هذا الواقع، تبقى الأنظار موجّهة نحو الإجراءات العملية ومدى قدرتها على تحقيق توازن يحفظ سلامة الناس ويحمي حقوق الحيوانات في آن معًا.