اخبار لبنان اخبار صيدا اعلانات منوعات عربي ودولي صور وفيديو
آخر الأخبار

سياحة على حافة الخطر: الفنادق تخسر وAirbnb يربح!

صيدا اون لاين

في صيفٍ يرزح تحت وطأة التحديات الأمنيّة والاقتصاديّة، يطفو على السطح صراعٌ من نوعٍ آخر. بين الفنادق التقليديّة وغرف الـ.Airbnb مشهد بدأ يترسّخ في السوق السياحية اللبنانية، حيث تنافس الشقق والغرف المستأجرة عبر التطبيقات الرقمية الفنادق بأسعار لا تُقارَن، وخدمات لا تخضع لأي رقابة أو تنظيم. ففي حين تقدّم الفنادق إقامة تشمل الرفاهية، والضيافة، وخدمة الزبائن، تكتفي Airbnb بتأمين سقفٍ للنوم بأقلّ التكاليف، ما يجذب الزبائن الباحثين عن التوفير، ولو على حساب الجودة في الخدمة.

في بيروت، والبترون، وسواهما، بات الفارق في الأسعار فاضحًا، والخسائر تتراكم في القطاع الفندقي، فيما تتزايد النقمة ويرتفع صوت أصحاب الفنادق: "نطالب بأن تكون المنافسة عادلة وتحت سقف القانون".
وفي حديث خاص لموقع mtv، أشار رئيس نقابة أصحاب الفنادق بيار الأشقر، إلى أنّ المشكلة الأساسية في هذا القطاع "تكمن في عدم تنظيم غرف Airbnb، إذ هي لا تدفع ضرائب دخل، ولا تخضع لتفتيش الأمن العام، ولا توجد قوانين تضبط عملها".
واعتبر الأشقر أن المنافسة التي تشكّلها هذه الغرف "غير شرعية"، موضحًا: "نحن لا نرفض وجود Airbnb، لكن نطالب بتنظيمه بطريقة شرعية، من خلال قوانين تُدرس مع القطاع السياحي كي لا يؤثّر سلبًا على الفنادق".
وقدّر الأشقر عدد غرف Airbnb في لبنان بنحو 10 آلاف غرفة، لكنه أشار إلى أن هذا الرقم غير دقيق، "كون هذه الوحدات تعمل من دون بيانات رسمية أو إحصاءات واضحة".

وللوقوف على واقع قطاع الفنادق في صيف 2025، سألنا الأشقر عن التحديات التي يواجهها القطاع في ظلّ الأوضاع الراهنة، فقال: "إنّ الحروب وعدم الاستقرار الأمني هما العدو الأول للسياحة في أي بلد في العالم".
وأضاف: "خلال فترة الاعياد، شهد القطاع كثافة في عدد السياح، لكن بعد الاعتداء على الضاحية الجنوبيّة أُلغي الكثير من الحجوزات ورحلات الطيران".
وأوضح أن بعض الزوار الذين كانوا ينوون العودة إلى لبنان تراجعوا عن قرارهم، نتيجة ارتفاع أسعار بطاقات السفر.
وأشار الأشقر إلى أن انطلاقة الموسم الصيفي شهدت بعض التحسّن، لكن نسبة الإشغال في فنادق بيروت لا تزال تراوح بين 40 و50%، في حين كانت النسب في الفترات العادية تتراوح بين 85 و95%.
أما في المناطق الجبلية، فقال الأشقر إن "نسبة التشغيل لا تتعدّى 30 إلى 40%".

وفي ظلّ هذا المشهد المزدوج من التحديات الأمنية والمنافسة غير المنظّمة، يقف القطاع الفندقي اللبناني عند مفترق طرق مصيري. فبين غرف تُحجز بـ "كبسة زرّ" وفنادق تناضل من أجل لبقاء، تبقى الحقيقة واحدة: لا سياحة من دون استقرار، ولا ازدهار للقطاع من دون عدالة في المنافسة.

تم نسخ الرابط