اخبار لبنان اخبار صيدا اعلانات منوعات عربي ودولي صور وفيديو
آخر الأخبار

الماس الطبيعي يفقد بريقه عالمياً... ومجوهرات الأثرياء "صنعت في الصين"!

صيدا اون لاين

يصنف الماس الطبيعي من الحجارة الكريمة النادرة، لأنه أصلب مادة على وجه الأرض، ولأن تشكيل ماسة واحدة يستغرق أكثر من مليار سنة. لذلك، يُفضلها الأثرياء كحُلي، وكلما كان حجم الماسة كبيراً، اعتبرته المرأة دلالة إلى الحب الكبير نحوها.

اليوم، خف بريق الماس، حتى إن ثمة توجهاً إلى حذفه من قائمة مستلزمات التميز والرفاه الاجتماعي. وتردّ مؤسسة ماكينزي الأميركية هذا الخفوت في بريق الماس إلى انخفاض الطلب عليه، ولهذا، بحسبها، ثلاثة أسباب: الأول هو النجاح الهائل للماس المُصنّع في المختبر، وما ترتب عليه من انخفاض في أسعار الحجارة الطبيعية بشكل يفوق توقعات قطاع التعدين، مدفوعاً بشكل كبير برغبة المستهلكين في خيارات أكثر بأسعار معقولة؛ والثاني، تطلع المستهلكين إلى تحسين إمكان تتبع مصادر  حجارتهم الكريمة في ظل تزايد المخاوف البيئية والاجتماعية والحوكمة؛ والثالث، مواجهة اللاعبين في هذا القطاع عقوبات على المنتجات القادمة من روسيا، وهي من كبار منتجي الماس الخام.

وهذا الأمر لم يبدأ اليوم، فمنذ أوائل ستينات القرن الماضي، بدأ الطلب على الماس الطبيعي يتراجع أمام انتشار الماس المُصنع مخبرياً في الصين، التي نافست روسيا بعد الانقسام الصيني – السوفياتي.

ومع تطور الأمر، وتحول الماس من حجارة كريمة إلى حُلي "صنعت في الصين"، بدأت كبريات شركات الماس العالمية مثل دي بيرز (De Beers) اللوكسمبورغية المُدرجة في بورصة لندن طرح كل أسهمها للبيع مقابل 4,9 مليارات دولار. لكن، بعدما انخفضت إيراداتها إلى نصف ما كانت عليه في 2022، ربما تنخفض قيمة الصفقة عن الرقم المطلوب.

بداية الماس الصناعي
ظهر الماس المُصنع في المختبرات في الخمسينيات، حينما كانت روسيا المنتج الأول ومحتكر هذه الصناعة. بدأ الانتشار خلال العقود القليلة الماضية بعد دخول الصين هذه الصناعة لأسباب جيوسياسية في البداية، ثم تحولت إلى تجارية. فقد كان الهدف من إنتاج الماس المصنع هو الحصول على عنصر كيميائي يتمتع بخواص الماس الطبيعي من الصلابة الشديدة والقوة والقدرة على تقطيع الأشياء الصلبة. وبمرور الوقت، ونظراً إلى انخفاض سعر الماس المُصنع مقارنة بالطبيعي، توسعت الشركات في إنتاج الماس لأغراض تجارية


يقول مدير المبيعات في مصنع المواردي للمجوهرات في القاهرة محمد سعيد، لـ"النهار" إن الطلب على الماس الصناعي كحلي لمناسبات الزواج جيد وفي ارتفاع، "رغم أنه يفقد نحو 20% من ثمنه عند إعادة البيع، على عكس الذهب الذي يُعد ملاذاً آمناً لحفظ القيمة، لكن أغلب النساء يفضلن اقتناء قطعة من الماس، ويرجع ذلك إلى قيمة الماس المجتمعية باعتبار أنه حجر كريم، حتى ولو كان مصنعاً في مختبر".


ويضيف: "الماس المصنع مطابق كيميائياً للماس الطبيعي وأقل تكلفة، فقيمة خاتم 3 قيراط من الماس الصناعي تعادل 7% فقط من قيمة الخاتم نفسه من الماس الطبيعي".

يُعالَج الماس المُستخرج في الغالب ويُباع في بورصات عالمية: أنتويرب، ودبي، ونيويورك، وهونغ كونغ، ومومباي، وتل أبيب. وبخلاف المعادن النفيسة، لا سعر سوقياً عالمياً للقيراط الواحد من الماس الطبيعي، فهو يحدد بحسب حجم القطعة وندرتها والمزايدة عليها. مع ذلك، ارتفعت أسعار الماس العالمية بأكثر من 10 أضعاف منذ عام 1960.

حجم سوق الماس الطبيعي مقابل الصناعي
تُهيمن 3 شركات كبرى على صناعة التعدين عالمياً: ألروسا (Alrosa) الروسية، ودي بيرز (De Beers) اللوكسمبورغية، وريو تينتو (Rio Tinto) البريطانية - الأوسترالية، وتتحكم بنحو 60% من إنتاج مناجم الماس العالمية، وفق شركة ستاتيستا (Statista) لأبحاث السوق.

قُدر حجم سوق الماس العالمي بنحو 97,57 مليار دولار في 2024، ويتوقع أن ينمو إلى 102,10 ملياري دولار في 2025 وإلى 138,66 مليار دولار في 2032، بمعدل نمو سنوي مركب قدره 4.5% خلال الفترة المتوقعة، وفق إحصاءات مؤسسة فورتشن بيزنس إنسايت (Fortune Business Insights) لأبحاث السوق الأميركية.

أما حجم سوق الماس المُصنع مخبرياً فقدرته المؤسسة بنحو 25,89 مليار دولار في 2024 وسط توقعات بالنمو إلى 74,45 مليار دولار في 2032، بمعدل نمو سنوي مركب قدره 14.11%.

تم نسخ الرابط