اخبار لبنان اخبار صيدا اعلانات منوعات عربي ودولي صور وفيديو
آخر الأخبار

لبنان والـ22 يوما: هل نعمل.. أم نحتفل؟

صيدا اون لاين

يتغنّى لبنان باختزانه مجموعة واسعة من الأديان والحضارات، وتاريخٍا طويلا من التنوّع الذي ميّزه ثقافيا وحضاريا... غير أن هذه الميزة التي نعتزّ بها، تحوّلت مع الوقت إلى سبب إضافي لتعطيل الأشغال والاعمال والمدارس والجامعات.. بحجّة الاعياد والمناسبات الرسمية.

إذ يحتلّ لبنان مراتبَ متقدّمة عالميا من حيث عدد أيام العطل، فبالكاد يمرّ شهرٌ في من دون أن يتخلله عيدٌ أو مناسبة أو ذكرى، حتى تخطى عددها كلها سنويا الـ18، بحيث تبلغ في بعض السنوات الـ22 يوما، وهو رقمٌ مرتفع. عيد الفصح مرّتين، عيد الأضحى، الفطر، عيد الميلاد، عاشوراء، المولد النبوي، رأس السنة الهجرية، رأس السنة الميلادية، عيد الاستقلال، التحرير، عيد مار مارون، عيد البشارة، عيد العمال، واللائحة تطول.
وبالرغم من أن لكل مناسبة دينية او وطنية قيمتها ورمزيتها، إلا ان الواقع اليوم يُظهر أن هذا العدد المرتفع من العطل من شأنه أن ينعكس سلبا على الإنتاجية الاقتصادية والقطاع التعليمي. ففي لبنان، بتنا في السنوات الأخيرة، نطيل الفرص بكل الأساليب الممكنة. فإذا صادف العيد او الذكرى يوم سبت أو أحد، تجد المعنيين نقلوه إلى الإثنين أو الجمعة، على عكس ما كان يحصل في السابق. اما إذا صادف يوم خميس أو ثلاثاء، فيُصار إلى تمديد العطل ووصلها من خلال ما يُعرف في اوروبا بالـpont او الجسر، فتصبح الفرصة من الخميس إلى الأحد، او من السبت إلى الثلاثاء. وكلّ ما تقدّم، هي ايام تُحذف من الايام التعليمية التي أساسا تأثرت سلبا بفعل كورونا والازمة الاقتصادية وتقليص ايام التعليم الأسبوعية، كما تُحذف من أيام العمل فتزداد الفرص وتقلّ الإنتاجية.

وبالارقام، فإن كل يوم عطلة رسمية يكلّف الاقتصاد اللبناني بين 30 و50 مليون دولار من الناتج القومي،  فيما تخسر المدارس الرسمية والخاصة أكثر من 35 يوما تعليميا سنويا مما يؤدي إلى ضغط في المناهج.
وفي مقارنة سريعة مع أيام الفرص في دول العالم، نجد التالي:
في تركيا تبلغ الفرص السنوية 14، في إيطاليا والسويد 12، في الصين 11 تماما كفرنسا وروسيا والولايات المتحدة. في وقت، تقتصر الفرص السنوية في استراليا على 10 تماما كألمانيا وكندا، وتنخفض إلى 8 في المملكة المتحدة.
في لبنان، الذي لا يُمكن مقارنته جغرافيّا ولا اقتصاديا بالدول الواردة أعلاه، فرصهُ السنوية هي الضعف، هذا طبعا من دون احتساب التمديدات والجسور، إضافة إلى الاحداث التي تُجبر على الإقفال في بعض الاحيان، مثل موجات الصقيع والتظاهرات والاحتجاجات... في وقت لا نزال نرزحُ في ازمة اقتصادية منذ سنوات، ونبحث عن أساليب متعددة للخروج من النفق الذي نحن عالقون فيه.

ليس ما تقدّم دعوة لإلغاء المناسبات أو الاعياد، بل تنظيمها وتوحيدها قدر الإمكان، أسوة بدول أخرى جمعت الاعياد في باقات موحّدة لتقليل التوقف عن العمل، وزيادة الإنتاجية

تم نسخ الرابط