اخبار لبنان اخبار صيدا اعلانات منوعات عربي ودولي صور وفيديو
آخر الأخبار

"طيران الشرق الاوسط" تواجه أزمة عالمية وحملات تشويه تطاردها.. اليكم الحقائق والأرقام التي تكشف زيفها!

صيدا اون لاين

خلال الأسابيع الماضية، تعرضت شركة طيران الشرق الأوسط (MEA) لحملة منظمة، وهو أمر لم يعد غريبًا، وسط محاولات عدة لاستغلال أي ثغرة لتصويب السهام على الشركة، وكأن الهدف ليس فقط انتقاد خدمة أو تجربة، بل ضرب صورة الناقل الوطني بوقت دقيق وحساس.

وهذه المرة، الرواية هي التالية: محاولة جديدة لضرب شركة طيران الشرق الاوسط من خلال التصوير بأن هذه الاخيرة باتت تعتمد على طائرات غير ذي جودة، انطلاقًا من موضوع تقني بحت، متعلق باضطرار الشركة التي تعاملت معها الـMEA وهي شركة Pratt & Whitney المصنعة لمولدات الطائرات الى سحب عدد من الطائرات التي تتبع لشركة طيران الشرق الاوسط، فتحول هذا الموضوع التقني وفق أجندة البعض الى "كارثة" والى "مدعاة للشك بكفاءة الشركة وجودة طائراتها".

والآن، الحقائق... فكما تنتشر الشائعات والتأويلات كالنار في الهشيم، لا بد من التركيز ليس فقط على النفي بل على كشف الحقائق بالمقابل، لا سيما أن الحملة غير مبررة.

فما حصل ليس مشكلة لبنانية ولا تقصير من قبل شركة طيران الشرق الأوسط، إنما هو جزء من أزمة عالمية كبرى تضرب قطاع الطيران اليوم. فشركة Pratt & Whitney المصنّعة لمحركات الـ A320neo، أعلنت أن مئات الطائرات حول العالم ستخرج عن الخدمة بسبب أعطال غير متوقعة، ما يعني، بالأرقام أن، أكثر من 500 طائرة جرى توقيفها عالمياً، تتوزع بين عشرات شركات الطيران: من شركة Delta الأميركية، إلى شركة Lufthansa في أوروبا، مروراً بـANA في اليابان وTurkish Airlines وغيرها من شركات الطيران العالمية. من هنا، إن شركة طيران الشرق الاوسط، مثل غيرها من كبريات الشركات، اضطرت أن تتعامل مع هذا الموضوع بمرونة وتحاول جاهدةً إيجاد حلول كي لا يؤثر هذا الموضوع التقني على المسافرين.

ينبغي الاشارة الى أنه أمام هذه المشكلة، كان هناك حلان أمام الشركة، إما إلغاء الرحلات التي تعتمد على هذه الطائرات إما أن تؤمن الشركة بديلًا للرحلات الملغاة، وذلك من خلال تأمين طائرات بديلة ولو بكلفة عالية وصعوبة كبيرة، لا سيما أن شركات تأجير الطائرات ترتبك عندما يتعلق الموضوع باضطرارها الى العمل في بيروت نظرًا الى ما يُصنّف بـ"المخاطر الإقليمية".

فخلال صيف 2025، واجهت الـMEA أعطالًا مبكرة بالمحركات (كان من المفترض أن تحصل في العام 2026 حسب جدول الشركة المصنعة)، وهنا اختارت الـMEA خيار عدم ترك ركابها عالقين، بل تأمين طائرات بديلة مطابقة لمعايير وكالة سلامة الطيران الأوروبية (EASA)، وبذلك حافظت الشركة على استمرارية الرحلات وسلامة الركاب.

وخلافاً للتضخيم على وسائل التواصل الاجتماعي والشائعات التي طالت شركة طيران الشرق الاوسط لجهة القول إنها تأثرت بالازمة بشكل بالغ، الأرقام كفيلة بإثبات عكس ذلك، فخلال شهر آب 2025 فقط، سيرت شركة طيران الشرق الاوسط 1,301 رحلة نقلت أكثر من 337 ألف راكب، من بينها، 111 رحلة فقط تم تشغيلها بطائرات بديلة — أي ما يوازي 8% فقط من مجمل الرحلات، فيما أن ركاب درجة رجال الأعمال المتأثرون بفرق المقصورة الأوروبية، فبلغ عددهم 2,237 راكباً من أصل 46 ألف مسافر على درجة رجال الأعمال، أي أقل من 5%.

ولم تكتفِ الـMEA بتأمين الطائرات البديلة، بل قررت أيضاً تكريم ركاب درجة رجال الأعمال المتأثرين بالوضع، من خلال منحهم أميالًا إضافية ضمن برنامج Cedar Miles، بحسب وجهاتهم، أوروبا: 20,000 ميل، والخليج: 15,000 ميل، وإسطنبول وبغداد وأربيل ويريفان: 11,250 ميل، والقاهرة ولارنكا وعمّان: 8,750 ميل.

وتجدر الاشارة أيضًا الى أن الأزمة التي حصلت مع شركة Pratt & Whitney طالت فقط سلسلة الطائرات الحديثة من الأسطول، فيما باقي الطائرات تواصل رحلاتها بشكل طبيعي.

وبعد عرض كل الحقائق، الاسئلة التي تطرح نفسها هي التالية: لمَ تجاهلت الجهات المسؤولة عن الحملة الاعلامية واقع أن Lufthansa وIndiGo وWizz Air وVolaris وغيرها من الشركات العالمية لديهم عشرات الطائرات المركونة بسبب المشكلة عينها، وتم التركيز فقط على "طيران الشرق الاوسط"؟

وفي الارقام، نبذة عن عدد الطائرات المتأثرة بهذه المشكلة التقنية لدى شركات طيران عالمية:

- ويز إير (أوروبا): من المتوقع توقف تشغيل حوالي 46 طائرة كل ثلاثة أشهر.

- فولاريس (المكسيك): من المتوقع توقف تشغيل ما يصل إلى 73 طائرة، أي أكثر من نصف أسطولها من طائرات إيرباص.


- الخطوط الجوية التركية: من المتوقع توقف تشغيل حوالي 18 طائرة.


- سبيريت إيرلاينز (الولايات المتحدة الأميركية): من المتوقع توقف تشغيل حوالي 20 طائرة.


- مجموعة لوفتهانزا: من المتوقع توقف تشغيل حوالي 13 طائرة و23 طائرة أخرى في الصيانة بسبب مشاكل في محرك PW1100G.

- دلتا إيرلاينز: من المتوقع توقف تشغيل 11 طائرة من طراز A220.


وبالتالي، هل الهدف النقد البنّاء فعلا، كما يدعي البعض، أم الدخول في لعبة الابتزاز المكشوف من دون التحليل المنطقي للوقائع وخبايا المسألة التقنية؟

الخلاصة هي واحدة: شركة طيران الشرق الاوسط واجهت أزمة عالمية، أمنت البدائل، أعطت الأولوية للسلامة، وكافأت ركابها. أما الحملات الإعلامية المفتعلة، فهي لن تغيّر الحقيقة ولا تندرج إلا ضمن المحاولات غير النانجة للتهويل والمزايدات.

تم نسخ الرابط