ورشة عمل لثانوية السفير بعنوان 'كيف نكتب تقريرًا ؟' مختبر ابداع يمنح النص روحاً ومعنىً وهدفاً ويرسم الطريق لإتخاذ القرار الصحيح

في اطار برامج التدريب المستمر والذي بات جزءاً من استراتيجية عملها الإداري والتربوي، نظمت ثانوية السفير ورشة عمل بعنوان  "كيف نكتب تقريرًا ؟ " موجهة الى افراد الهيئتين التعليمية والإدارية ، وذلك في قاعة مسرح الثانوية في الغازية ، وهي باكورة ورش تفاعلية أطلقتها ادارة الثانوية مع بدء العام الدراسي 2025-2026 ، بهدف تعزيز الأداء وتوسيع مجالات المعرفة ومهاراتها من خلال مواكبة كل جديد من شأنه النهوض بالعملية التربوية .
أدار الورشة وتحدث فيها مدير الثانوية المدرب التربوي الدكتور سلطان ناصر الدين الذي اعتبر في كلمة له في مستهلها أن " التّدريب يصقل الشّخصيّة كما تصقل النّار المعادن" . وقال:" إنّه مساحة فيها تتحوّل المعارف إلى مهارات ، ومتى اكتسب الإنسان المهارات أنتج ؛ ومتى أنتج شعر بسعادة . والتّدريب المستمرّ من ثقافة ثانويّة السّفير". 
وفي تعريفه لكتابة التّقرير، اشار ناصر الدين الى أنها" تزوّد المشاركين بأداة عمليّة للتّعبير المنظّم عن الأفكار والنّتائج" . وقال: "فالتّقرير ليس مجرّد نصّ مكتوب ، بل هو وساطة تواصل مهنيّة تعكس دقّة في الملاحظة وعمقًا في التّحليل وإبداعًا في المقترحات . وورشة كتابة التّقرير تعلّمنا  كيف نحوّل الملاحظات إلى خطاب واضح يبني الثّقة ويقود إلى القرار ".  
وعلى مدى ثلاث ساعات ، قدم الدكتور ناصر الدين ما يشبه سيرة ذاتية لـ" كتابة التقرير"، والهدف من كتابة أي تقرير وأهميته في اتخاذ القرار، مروراً بكيفية كتابته ، واطاره العام شكلاً والنقاط الأساسية التي تعتمد عليها كتابته مضموناً ، مقدماً على ذلك العديد من الأمثلة التي أشرك المعلمين والإداريين في اختيار مضامينها وصياغتها مجيباً على أسئلتهم واستفساراتهم بهذا الخصوص ، وسط اجواء تفاعلية مرحة ميزتها روح العائلة التربوية الواحدة .
من فكرة نشاط تدريبي تربوي ، خلقت إدارة ثانوية السفير مساحة للتفاعل والحوار البناء والهادف الذي يعم نتاجه على مجتمع المدرسة إدارة ومعلمين وعبرهم الى الطلاب.. كانت ورشة " كيف نكتب تقريراً ؟" أشبه بمغامرة استكتشافية لمفاتيح الكتابة الإدارية التربوية، تجعل من نص جامد ثقيل الوطأة على قارئه مثقل بالكلمات المتراصة دون مغزى او هدف ، مختبر ابداع، تمنحه روحاً ومعنى وهدفاً ، فيوصل المعلومة بانسيابية ويعكس الواقع دون تزييف ويرسم الطريق الصحيح لإتخاذ القرار الصحيح.
تقول منسّقة مادة الكيمياء ومديرة دائرة الأبحاث العلميّة في الثانوية آمنة علوش إن "كتابة التقارير مهارة أساسية في عالمنا اليوم، تساهم في تنظيم الأفكار وتوصيل المعلومات بوضوح. وتعتبر التقارير في المؤسسات من الأدوات الأساسية التي تستخدمها لنقل المعلومات، وتوثيق الإنجازات، وتقديم التوصيات. من خلال كتابة تقرير جيد، يمكننا تعزيز فعالية التواصل بين الفرق المختلفة ؛ ما يسهل اتخاذ القرارات بناءً على معلومات دقيقة وموثوقة".
وتشير علوش الى أن "ورشة العمل مع  الدكتور سلطان ناصر الدين كانت تجربة غنية ومفيدة للغاية.  تناولت أسس كتابة تقارير وأمثلة عملية. ثم تم مناقشة أهمية كتابة التقارير بشكل احترافي، وكيف يمكن أن تعزز من فعالية التواصل داخل المؤسسات ؛ ما جعلني أشعر بأنني أكثر استعدادًا لتطبيق هذه المهارات في عملي". 
وتخلص علوش للقول :"إن التعلم من خبراء في هذا المجال، والتفاعل مع المشاركين الآخرين، أضاف بُعدًا إضافيًّا للمعرفة التي اكتسبتها. كانت الأمثلة العملية والنقاشات الجماعية مثمرة جدًّا، حيث ساعدتني على فهم كيفية تحسين طريقة كتابتي". 
وبناء لتجربته خلال الورشة ، يقول أستاذ التّربية المدنيّة والمتخصّص في القانون حسن خازم : "اتّضح لي أن كتابة التقرير فنّ يعلّم الدّقّة والشّفافيّة والتنظيم وان التّقرير المكتوب بإتقان ليس مرآةً للحقيقة فحسب، بل هو قيمةٌ مضافةٌ للحقيقة حيث لا يوصّفها فقط، بل يعمل على تحسينها. ذلك ما نهلناه من هذه الورشة حيث ساد الجو التّفاعلي الفرِح، وانغمس جميع الحاضرين في العمل الدؤوب لتطوير مهارة كتابة التقرير، تفكيرًا وتجريبًا. وكما كانت الورشة مساحةً لنموّ المعارف والمهارات، كانت أيضاً مساحةً للتعلّم بفرح قام على أسلوب التدريب السلس والمادة التدريبية الواضحة ووسائل التدريب العصريّة الحديثة.
ويختم خازم بأن "كتابة تقرير جيّد ثقافة، تعوّد الكاتب على السموّ بأيّ واقع نحو الأفضل، وذلك سبب نهوض وازدهار".