اخبار لبنان اخبار صيدا اعلانات منوعات عربي ودولي صور وفيديو
آخر الأخبار

مع اقتراب "الشتوة الأولى"... هل يتكرّر سيناريو الغرق والفوضى؟

صيدا اون لاين

بفارغ الصبر، يترقّب اللبنانيون هذه السنة "الشتوة الأولى"، ينتظرونها كمن ينتظر جرعة حياة بعد عام قاسٍ شحّت فيه المتساقطات، جفّت الآبار، عطشت الينابيع وذبلت المزروعات، حتى تحوّلت أزمة المياه إلى كارثة تضاهي وربما تتفوّق على أزمة الكهرباء الّتي لا تفارق يوميات اللبنانيين.

لكن، ومع هذا الانتظار الممزوج بالأمل، يتسلّل قلق آخر: مشهد "الشتوة الأولى" كما اعتدنا عليه في كل عام، حين تتحوّل الطرقات إلى أنهار صغيرة تجرف معها السيارات وتُبقي المواطنين عالقين بالساعات في زحمة خانقة.

المفارقة المريرة أنّ الدولة، في كل سنة، تتصرّف وكأن المطر مفاجأة سماوية لم تكن في الحسبان. لا خطط مسبقة، ولا تنظيف لمجاري الصرف الصحي، ولا إجراءات وقائية. فيتحوّل الخير المرتقب إلى نقمة متجدّدة، تغرق العاصمة والمدن في الفوضى مع أوّل زخة مطر.
وانطلاقًا من هذا الواقع، وجّه مؤسس "اليازا" زياد عقل عبر "لبنان 24" تحذيرًا مع اقتراب موسم الأمطار، من تكرار المأساة السنوية التي يعيشها اللبنانيون نتيجة انسداد شبكات الصرف وغياب الصيانة الوقائية.
كوارث متكرّرة وخسائر بملايين الدولارات

وأشار عقل إلى أنّ لبنان شهد في السنوات الماضية غرق عشرات السيارات والمواطنين داخل الأنفاق والمناطق المكتظة بالمياه، إضافة إلى وقوع إصابات ووفيات عديدة بسبب حوادث السير التي تسببت بها السيول، فضلًا عن خسائر مالية ضخمة تُقدّر بملايين الدولارات في الممتلكات والبنى التحتية.

وشدّد على أنّ تحوّل الطرقات إلى بحيرات وأنهار خلال ساعات قليلة لم يعد مقبولًا، معتبرًا أنّ ما يحصل هو نتيجة مباشرة للإهمال والتقصير الفاضح من قِبل معظم البلديات والوزارات المعنية.
إجراءات عاجلة ومطالب قبل موسم الأمطار
وطالب عقل بعدّة خطوات أساسية: أوّلها تنظيف شامل لجميع شبكات صرف مياه الأمطار في أقرب وقت ممكن، على أن يتم قبل اخر أيلول لضمان جهوزية الطرقات مع بداية الموسم. ثانيًا، اعتماد خطط صيانة طارئة ومراقبة مستمرة خلال فصل الشتاء لتفادي أي فيضانات أو أضرار لاحقة. ثالثًا، تحميل الجهات المقصّرة المسؤولية القانونية والجزائية عن أي ضحايا أو أضرار صحية تصيب المواطنين، بما فيها الأوبئة الناتجة عن تجمع المياه في المنازل والشوارع.
كما دعا المواطنين إلى وقف رمي النفايات في الطرقات العامة التي تسد مجاري المياه والأنهار، حفاظًا على سلامتهم وسلامة الآخرين. وطالب الوزارات المعنية، لا سيّما الداخلية والطاقة والأشغال العامة، بالتحرّك الفوري لتنظيف الشبكات ومجاري المياه والأنهار، مع وضع آلية متابعة يومية لضمان التنفيذ الكامل.
وأعرب عقل عن أمله في أن تتمكّن البلديات واتحاداتها المنتخبة حديثًا من القيام بواجباتها هذا العام، وأن تُولي هذه القضية الاهتمام المطلوب، بما يضمن عدم تكرار مشاهد الأعوام السابقة
الشتوة الأولى هذا العام ليست مجرد موسم مطر عابر، بل مقياس حقيقي لقدرة الدولة على حماية اللبنانيين من فوضى وكوارث تتكرر سنويا.  ومع كل تقاعس، تتحوّل الأمطار من نعمة إلى تهديد مباشر للحياة والممتلكات. فهل ستفي الدولة هذه المرة بمسؤولياتها قبل أن تتحوّل القطرات الأولى إلى مأساة جديدة؟

تم نسخ الرابط