العدّ العكسي بدأ... ورفع منسوب التصعيد.. هل هناك ضربة قريبة للبنان؟!

في وقتٍ تشهد فيه المنطقة تصاعدًا لافتًا في التوترات، تُطرح تساؤلات جدية حول اقتراب إسرائيل من تنفيذ ضربة عسكرية ضد لبنان، خصوصاً في ظلّ التصريحات المتكررة التي أطلقها مسؤولون إسرائيليون مؤخراً، والتي لا تخلو من التهديد العلني.
وفي هذا الإطار، يوضح الكاتب والمحلل السياسي جوني منير، في حديث إلى "ليبانون ديبايت"، أن ما صدر عن توم باراك يحمل مؤشرات واضحة على فشل المفاوضات بين إسرائيل ولبنان، مشيراً إلى أن باراك تحدث بشكل غير ملتبس، مفاده أن لبنان يتكلم كثيرًا لكنه لا ينفذ شيئًا، وأن أمامه فترة قصيرة للتنفيذ وإلا فإن إسرائيل ستلجأ إلى عمل عسكري.
ويُذكّر منير بأن ليندسي غراهام سبق أن صرّح في الاتجاه نفسه، كما أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عبّر عن الموقف ذاته ولكن بطريقة أوضح، ما يجعل التحليل السياسي يميل إلى أن إسرائيل تتجه نحو توجيه ضربة عسكرية وفرض نزع السلاح بالقوة، إذ إن التهديد أصبح واضحًا ومباشرًا.
وعن إمكانية التصعيد قبل حلول ذكرى استشهاد السيد حسن نصر الله، يلفت منير إلى أن إسرائيل بدأت منذ أكثر من أسبوع بتكثيف غاراتها، مستهدفةً مباني ومدنيين، ما يعكس ارتفاعًا في وتيرة التصعيد الميداني تمهيدًا لتحرك أكبر.
أما في ما يتعلق باحتمال اجتياح بري موسّع، فيربطه منير بالتصريحات الإسرائيلية نفسها، خصوصًا ما قاله توم باراك، والذي أشار ضمنيًا إلى أن حسم الأمور بالنسبة لإسرائيل يعني دخولًا بريًا وليس فقط عمليات جوية، وقد يشمل أيضًا إنزالات جوية محددة.
ويحذّر منير من أن الفترة المتبقية لتوجيه الضربة ليست بعيدة، مستندًا إلى كلام نتنياهو الأخير حين قال إن بلاده، وفق ما يُعرف بـ"رأس السنة العبرية" الذي يصادف في 25 أيلول الجاري، تستعد لخوض "معركة ضخمة" وأن العام المقبل سيكون "تاريخيًا" لأمن إسرائيل، ما يعني أنه لا يتحدث عن 2026 بل عن العام العبري الجديد الذي يبدأ بعد أيام
ويختم منير بالقول إن إسرائيل تسعى لتحقيق كامل أهدافها من الحرب، ليس فقط في غزة، بل على مختلف الجبهات، بما فيها لبنان وسوريا، في محاولة لـ"تدمير المحور الإيراني" كما ورد حرفيًا على لسان نتنياهو.