انفراج مرتقب للصادرات اللبنانية.. مبادرة سعودية تعيد الأمل والمزارعون أول المستفيدين
لم يمرّ خبر زيارة الوفد السعودي إلى لبنان لمناقشة إزالة العوائق أمام الصادرات اللبنانية إلى المملكة مرور الكرام.
فقد أعاد هذا التطور شيئاً من الأمل إلى الشارع اللبناني، وولّد ارتياحاً واسعاً انعكس في ردود الفعل الرسمية والشعبية.
ويشير رئيس تجمع مزارعي وفلاحي البقاع، إبراهيم الترشيشي، في حديث لـ"لبنان 24"، إلى أن هذا التطور يبشّر بالخير، وقد أدخل الفرح إلى قلوب المزارعين، ليس فقط من الناحية المادية، بل أيضاً المعنوية.
ويقول إن الأمر يشبه "رفع العقوبة" عن لبنان وإعادة الاعتبار له، بعدما تضرر ظلماً بسبب قلة خارجة عن القانون كانت تتحكم بالقطاع الزراعي. ويرى أن الشكر واجب للسعودية على قرارها، وللقوى الأمنية على جهودها في ضبط المخالفين، لكنه يشدد على الحاجة إلى صدور إعلان رسمي يحدد موعد التطبيق الفعلي لمعرفة تاريخ عودة الترانزيت ودخول الصادرات اللبنانية مباشرة إلى الأراضي
السعودية.
ويكشف الترشيشي أن أكثر الزراعات التي ستستفيد من إعادة فتح الأسواق السعودية هي الحمضيات على اختلاف أنواعها، من "أبو صرّة" و"الشموطة" و"الكلمنتين" و"الأفندي"، إضافة إلى العنب الذي يحظى بطلب كبير في السوق السعودية، ما يجعل تصديره حاجة ملحّة.
أما الأصناف الأخرى، فيوضح أنها لا تُصدّر حالياً لأن الموسم يُعدّ موسمًا خاملاً تقلّ فيه الكميات المتاحة للتصدير، فيما يبدأ نشاط تصدير بقية المنتجات عادة في شهر أيار.
وعن أهمية السوق السعودية للبنان، يؤكد الترشيشي أنها كانت لسنوات طويلة من أبرز الدول الخليجية المستوردة للإنتاج اللبناني، سواء الزراعي منه أو الصناعي الغذائي مثل الكبيس.
ويشير إلى أن لبنان كان يصدّر سابقاً ما بين 500 و550 ألف طن من المنتجات الزراعية سنوياً، إلا أنّ الكميات تراجعت بعد فرض العوائق وإقفال الترانزيت البري إلى ما بين 200 و300 ألف طن فقط، ما يظهر بوضوح حجم الخسارة وأهمية السوق السعودية.
ويضيف أنه رغم غياب الأرقام الدقيقة حول قيمة العائدات المالية، فإن المؤكد أن الصادرات تراجعت بأكثر من 50% منذ 27 نيسان 2022، واستمر الانخفاض في السنوات اللاحقة حتى بات حجم التصدير لا يتجاوز نصف ما كان عليه سابقاً.
ختاماً، من شأن هذه المبادرة الإيجابية، فور دخولها حيّز التنفيذ، أن تشكّل متنفساً للمزارعين الذين أنهكتهم الأزمات، من الانهيار الاقتصادي إلى تداعيات الحرب الإسرائيلية التي لحقت بهم بخسائر كبيرة. ويبقى الترقّب قائماً لمعرفة موعد إقرار هذه الخطوة رسمياً