اخبار لبنان اخبار صيدا اعلانات منوعات عربي ودولي صور وفيديو
آخر الأخبار

ارتفاع صاروخي لأسعار المعادن الثمينة: هل من الجيّد الاستثمار بالفضّة؟

صيدا اون لاين

شهد ​سعر الذهب​ ارتفاعاً كبيراً، في العام 2025، مع زيادة بنحو 41,67% منذ بداية العام، إذ ارتفع من حوالي 2600 دولار للأونصة إلى أكثر من 3700 دولار حالياً. وخلال الشهر الماضي وحده، صعد بنسبة 11,77% مدعوماً بعوامل مثل خفض أسعار الفائدة، ومشتريات البنوك المركزية، و​التوترات الجيوسياسية​. وفي 24 أيلول 2025، بلغ السعر الفوري حوالي 3763 دولاراً للأونصة. فهل سيستمر الذهب بالارتفاع؟ وماذا عن الفضة؟.
تختلف التوقعات، لكن عدداً من المحللين يتوقعون استمرار الارتفاع. إذ يتوقع "دويتشه بنك" متوسط سعر يبلغ 4000 دولار للأونصة في العام 2026، بينما يشير "جي بي مورغان" لوصوله إلى 3675 دولاراً بنهاية 2025، و4000 دولار في الربع الثاني من العام 2026. أما توقعات "CoinCodex" فتلفت إلى إمكانية بلوغه 4297 دولاراً في تشرين الأول من العام 2025 (+14% خلال شهر واحد)، مع تقديرات طويلة الأمد تصل إلى 5155 دولاراً بحلول 2030. ومع ذلك، تبقى احتمالات التصحيح واردة في حال استقرار الأوضاع الاقتصادية.

"الذهب يظل ملاذاً آمناً جذاباً في ظل معدلات الفائدة المنخفضة وحالة عدم اليقين الجيوسياسي، مع إمكانية تسجيل المزيد من المكاسب". هذا ما تشير اليه مصادر متابعة، لافتة إلى أن "غولدمان ساكس وغيرها توقعت بلوغ مستويات قياسية عند 5000 دولار، إذا استمرت الظروف الحالية، لكن ينصح الخبراء بتوزيع الاستثمارات (مثلاً عبر صناديق المؤشرات أو العقود الآجلة) وعدم تجاوز 5–10% من المحفظة، لأن الذهب عند مستويات قياسية وقد يشهد تصحيحاً".

أما سعر الفضة فيبلغ حالياً نحو 44,14 دولاراً للأونصة (في 24 أيلول 2025)، بعد قفزة قاربت 45% منذ بداية العام، متفوقاً على الذهب بفضل الطلب الصناعي كالطاقة الشمسية، الإلكترونيات وغيرها، وتشير التوقعات إلى استمرار الارتفاع. اذ تلفت المصادر إلى أن "HSBC" تتوقع متوسط 35,14 دولاراً في 2025 (لكن السعر الحالي أعلى مما يستدعي مراجعة التقديرات)، فيما تتحدث "سيتي غروب" عن 43 دولاراً في 2026. بينما يرى آخرون أنها ستصل لمستويات 48–50 دولاراً في العام 2025، مع احتمال بلوغ 53 دولاراً بنهاية العام 2025. وعلى المدى الطويل، يتوقع بعضهم وصول السعر إلى 100 دولار للأونصة إذا استمرت أزمات الإمداد.
أمام هذا المشهد يبقى السؤال هل من الجيّد ​الاستثمار في الفضة​ اليوم؟. ببساطة يجيب الخبير الاقتصادي ميشال فياض أنه "من المحتمل نعم، نظراً لطبيعته المزدوجة أي معدن ثمين وصناعي مع نمو الطلب وقيود العرض التي قد تدفع الأسعار للصعود أكثر خلال 2025–2026"، مشيراً إلى أنه يوجد فرص تصاعدية قوية، خاصة إذا واصل الذهب الارتفاع، لكن الفضة أكثر تقلباً. لذا يُفضل الاستثمار عبر صناديق المؤشرات (ETF) أو أسهم شركات التعدين لتقليل المخاطر، وحصرها في نسبة صغيرة من المحفظة.

ويضيف فياض: "يدخل الذهب حالياً ما يصفه العديد من المحللين بـ"نظام سعر أعلى"، حيث أصبح مستوى 3000 دولار/أونصة يُعتبر أرضية جديدة مستقرة أكثر منه قمة موقتة، ويبقى ضعف الدولار الأميركي عاملاً داعماً مهماً، لأنه يجعل الذهب أقل كلفة لحاملي العملات الأخرى"، مشدداً على أن "الذهب يعاني من تكلفة الفرصة البديلة: بخلاف السندات أو الأسهم، لا يدرّ أي عائد (كوبونات أو توزيعات أرباح)، ما يجعله عرضة للضغط إذا ارتفعت الفائدة الحقيقية، ولتجنب مخاطر الشراء عند مستويات قياسية، قد يكون من الأفضل الدخول بشكل تدريجي بدلاً من الاستثمار دفعة واحدة".

"استقرار اقتصادي مع تضخم مسيطر عليه، عودة النمو، وارتفاع الفائدة قد يؤدي إلى تصحيح في أسعار الذهب حتى بعد موجة صعود قوية". هذا ما يؤكده فياض، مضيفاً: "أما سوق الفضة فيتسم بعجز هيكلي في العرض منذ سنوات، ما يوفر محركاً مستداماً للصعود. وبفضل مكونها الصناعي القوي (الطاقات المتجددة، الإلكترونيات)، فهو أكثر حساسية للدورات الاقتصادية، ففي حال حدوث ركود قد ينخفض الطلب، كما أن الفضة أكثر تقلباً تاريخياً من الذهب، إذ يشهد ارتفاعات سريعة لكنه يتعرض أيضاً لتراجعات حادة، وسعره المنخفض نسبياً يجذب المستثمرين الأفراد، ما قد يضخم التحركات الصعودية وبما أن السوق أضيق، فهو معرض لموجات ضغط على السيولة قد تؤدي إلى قفزات سعرية مفاجئة".
إذاً يمكن للذهب أن يشكل ملاذاً آمناً متيناً وحتماً سعر الفضّة سيرتفع، نظراً لكونه من ​المعادن الثمينة​ ويستعمل في الصناعات... فهل يحذو الفضة حذو الذهب بالارتفاع بالأسعار؟.

تم نسخ الرابط