قافلة الصمود تواجه إجرام العدو... مصير المشاركين على المحك!

في ظل تصاعد العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، ووسط الصمت العربي والدولي، برزت "قافلة الصمود" كمبادرة إنسانية رمزية تهدف إلى كسر الحصار المفروض على الشعب الفلسطيني، والتأكيد على وقوف الشعوب الحرة إلى جانب غزة في معركتها الوجودية. هذه القافلة التي تحرّكت بدعم شعبي من حول العالم، تعرّضت لاعتداءات مباشرة من قبل الاحتلال، ما أثار موجة من الغضب والاستنكار، وكشف مجدداً عن العقلية الإجرامية التي يدير بها العدو معركته ضد المدنيين.
وفي هذا السياق، يوضح مسؤول العلاقات الإعلامية في حركة "حماس" في لبنان، محمود طه، في حديث إلى "ليبانون ديبايت"، أبعاد هذه الخطوة، وخطورة الوضع في القطاع.
ويعتبر طه، أن قافلة الصمود بتحركاتها هذه، تخدم القضية الفلسطينية وتقف إلى جانب هذا الشعب، في وقت تقف فيه غالبية الدول العربية والإسلامية، للأسف، متفرّجة على ما يحصل في فلسطين.
فـتضامن الشعوب مع غزة ورفض مواصلة العدوان، والضغط على حكوماتها لدفع إسرائيل نحو وقف عدوانها على القطاع، يشكّل مع قافلة الصمود جهوداً جبارة لفك الحصار عن الشعب الفلسطيني. ولكن ما حصل أمس واليوم من قوات الاحتلال الإسرائيلي، هو دليل على العقلية والنهج الإجرامي الذي يتبعه العدو، فالتعرض للقافلة هو بلطجة وجريمة دولية، تمثّلت بالاعتداء على مدنيين.
ويطالب طه الأمم المتحدة والمؤسسات الدولية بالمبادرة لوضع حد للعربدة الإسرائيلية، ووقف الجرائم في كل المناطق وعلى كل الشعوب.
ووفق مسار الأمور منذ الأمس، فإنه من غير المرجّح أن يتمكّن أحد من القافلة من الوصول إلى غزة، مع العلم أن هذه السفن لا تحمل مواد كبيرة، ولكنها تشكّل حركة رمزية باتجاه الشعب الفلسطيني. ولو وصلت هذه القوافل إلى غزة، فلن تؤثّر في تغيير الواقع على الأرض، ولكنها ستشكّل تعرية للعدو الإسرائيلي أمام العالم، ولذلك لن يُسمح لأحد بالوصول إلى هناك.
أما فيما يتعلق بالوضع في مدينة غزة، فيشير طه إلى أن القطاع بأكمله محاصر، وليس المدينة فقط، والوضع مأساوي في كل أرجائه. إلا أنه يعتقد أن الإسرائيلي يظن أن التحشيد واحتلال المدينة سيمكّنه من تحرير أسراه وإنهاء المقاومة، التي توعّدت العدو في حال دخوله، بأنه سيلقى مقاومة شرسة وقوية وسيتكبّد خسائر كبيرة.
ويُشدّد طه، على أن الوضع الإنساني في غزة مأساوي جداً، سواء على الصعيد الصحي أو الغذائي، وما وفاة الكثيرين نتيجة سوء التغذية، إلا دليل على ما يحصل هناك، مع منع العدو وصول المساعدات الغذائية والطبية، بهدف تهجير أهل المدينة. ولذلك، فإن على الدول الحرة والأمم المتحدة ألّا تكتفي بدور المتفرّج، بل عليها الضغط على العدو لوقف مجازره بحق هذا الشعب.