المطران حدّاد: زيارة البابا إلى لبنان نداء سلام ووحدة في لحظة مفصلية!
اعتبر راعي أبرشية صيدا ودير القمر للروم الكاثوليك المطران إيلي حدّاد، أنّ الزيارة المرتقبة للبابا لاوون الرابع عشر إلى لبنان تحمل رسالة سلام شاملة للبنان والمنطقة، وتشكل نداءً صريحاً لوحدة اللبنانيين في مواجهة الانقسامات الداخلية والتجاذبات الخارجية.
ولفت المطران حدّاد في تصريح للوكالة الوطنية للإعلام أنّ الزيارة تأتي ولبنان يقف عند “مفترق طرق خطير”، مشدداً على أن البابا سيحمل رسالة واضحة تدعو إلى عدم تعزيز نقاط ضعف اللبنانيين عبر تزويدهم بالسلاح والأموال وإضعاف مؤسسات الدولة.
وقال: “مجيء البابا مناسبة لنعيد التفكير بأنفسنا كلبنانيين… هل ما نقوم به يؤدي إلى السلام أم يدفع كل مجموعة لسحب لبنان نحو انتمائها الطائفي والسياسي الخارجي ؟”..
وأوضح حدّاد أن زيارة البابا تحمل دعوة مباشرة للداخل اللبناني إلى رفض الانقسامات والفيدراليات والعودة إلى فكرة لبنان الواحد، والدعوة إلى حماية تنوّع البلاد باعتباره مصدر قوة لا خطر. وكذلك دعوة الدول الكبرى إلى تحمّل جزء من مسؤولية تدهور الوضع في لبنان، قائلاً إنّ رسالة البابا للخارج ستكون واضحة: “كفّوا عن تمرير السلاح والأموال التي تعمّق الانقسامات”.
واشار المطران حدّاد ان البابا سيتوجه ايضا برسالة خاصة إلى الشباب اللبناني لعدم تكرار أخطاء الأجيال السابقة التي عاشـت الحرب، ولكي تكون الطائفة في خدمة الدولة لا العكس، مؤكداً أنّ بناء الدولة أهم من بناء الطوائف وأن الطائفية والمذهبية لا تصنعان مجتمعاً يتمتع بالسيادة.
وأشار المطران حداد أيضاً إلى أنّ زيارة البابا ستكون مناسبة للتأكيد على احترام الدول لا سيما الدول الصغرى بعدم استنزاف ثرواتها وأدمغتها، وللتشديد على أنّ لبنان “حاجة إنسانية وحضارية، لا عبئاً على العالم”.
وحول اختيار البابا زيارة تركيا قبل لبنان، رأى حدّاد أنّ الأمر يحمل دلالات مهمة تتعلق بدور أنقرة في الإقليم وبإمكانية تعزيز السلام في سوريا، لافتاً إلى أن البابا يأتي إلى لبنان كرسول سلام وكقائد روحي ورئيس دولة ليحثّ اللبنانيين والدول المجاورة على التعاون ونبذ الصراعات.
وختم حدّاد بأن الزيارة المرتقبة ليست مجرد محطة بروتوكولية، بل فرصة تاريخية لكي يعيد اللبنانيون صياغة أولوياتهم على أساس الوحدة الوطنية وحماية الدولة وترسيخ السلام .