تصعيد عسكري كبير ... ومهلة دولية لا تتعدى نهاية العام!
تتزايد التحذيرات الدبلوماسية والأمنية في الآونة الأخيرة حول احتمال توسّع رقعة الحرب الإسرائيلية على لبنان، وسط مؤشرات دولية وإقليمية تتحدث عن مهلة زمنية ضاغطة مرتبطة بملف السلاح ومسار التفاوض. في هذا السياق، يعرض الخبير العسكري العميد الطيار المتقاعد بسام ياسين قراءة مقلقة لمآلات المرحلة المقبلة، استناداً إلى تحركات دولية وتصريحات لمسؤولين ومبعوثين زاروا بيروت مؤخراً.
لا يستبعد ياسين، في حديث إلى "ليبانون ديبايت"، التصعيد في الحرب الإسرائيلية على لبنان، مشيراً إلى أن الخطاب الأميركي بات أكثر تشدداً تجاه بيروت، ويمنح مهلة حتى آخر السنة كحدّ أقصى. ويقول إن ما يُنقل في الصحافة المحلية والغربية، إضافة إلى الأجواء السياسية العامة، يوحي بأن هناك مهلة تمتد حتى نهاية العام لـ"التخلّص من السلاح الذي يعتبره الأميركي غير شرعي"، والبدء بمفاوضات مباشرة مع الإسرائيليين، كما يطالب الجانب الأميركي.
ويشير إلى أن الأجواء المصرية التي نقلها وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي تؤكد الاتجاه نفسه، إذ تضمن حديثه رسالة مفادها أن أمام لبنان "فرصة حتى نهاية السنة" لحل مسألة السلاح، وأن القاهرة يمكن أن تستضيف مفاوضات مباشرة إذا أراد لبنان ذلك، في ترجمة واضحة للجوين الإسرائيلي والأميركي. ويضيف أن الوزير المصري، كما باقي الموفدين، حذّر من حرب كبيرة على لبنان.
ويرى ياسين أن الجميع بات مدركاً لهذه الأجواء، ولذلك حاول لبنان في الفترة الأخيرة الدفع نحو التفاوض واستباق الخطوات التي قد تُفرض عليه، من خلال طرح فكرة المفاوضات غير المباشرة أو المفاوضات عبر الميكانيزم. لكنّه يوضح أن الأهداف اللبنانية في هذا الإطار أمنية، بينما الأهداف الإسرائيلية سياسية، وهو ما يصنع فارقاً كبيراً بين المسارين.
ويوضح في هذا السياق أن المفاوضات، وفق القراءة الإسرائيلية، ستتجه نحو سلام أو تطبيع، بينما وفق الرؤية اللبنانية لا يمكنها أن تتخطى سقف هدنة، وحلّ مشاكل الحدود، وإعادة الإعمار.
ويشير إلى أنه لا يلمس أي أجواء جاهزة للتفاوض حالياً، خصوصاً أن الشروط متباعدة والرؤية غير موحّدة. وبرأيه، إذا لم تتحسن الأمور من الآن وحتى نهاية السنة في ما يتعلق بسحب السلاح، فإن البلاد تتجه نحو تصعيد أمني كبير، لا سيما أن جميع التهديدات مرتبطة باستحقاق نهاية العام.
ويلفت ياسين إلى أن الواقع الحالي من العدوان يخدم إسرائيل من حيث الضغط الميداني، لكنه لا يحقق هدفها السياسي الكامل بسحب السلاح. لذلك، يتوقع أنها ستصعّد حتماً، ولكن وفق التوقيت الذي تراه مناسباً لمصلحتها ومشروعها