الرئيس عون: لبنان الجديد سيبنى على العدالة والحقيقة وقضية المفقودين والمخفيين قسرا تتجاوز الانتماءات

اكد رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون ان " لبنان الجديد سوف يبنى على العدالة والحقيقة، وان قضية المفقودين والمخفيين قسرا تتجاوز الانتماءات السياسية والطائفية، وبالتالي فان الحق مقدس لكل عائلة في معرفة الحقيقة عن مصير أبنائها المفقودين"، داعيا جميع الافرقاء المعنيين الى "التعاون والمساعدة وكسر جدار الصمت للمساهمة في كشف الحقيقة مهما كانت قاسية".
وفي كلمة له خلال حفل قسم أعضاء "الهيئة الوطنية للمفقودين والمخفيين قسرا" اليمين امامه بعد صدور المرسوم الرقم 973 الذي قضى بتعيينهم في 27 آب 2025، أكد الرئيس عون "أهمية اللحظة التاريخية في مسار العدالة من خلال معالجة هذا الملف الإنساني الشائك"، وقال: "أدرك جيدا معاناة العائلات التي لا تزال تنتظر منذ عقود لمعرفة مصير احبائها، وهذا حقها، ذلك ان قضية المفقودين والمخفيين قسرا تتجاوز الانتماءات السياسية والطائفية، وبالتالي فان الحق مقدس لكل عائلة في معرفة الحقيقة، من هنا دقة مهمتكم وصعوبتها في آن لان مرور عقود من الزمن يجعلها معقدة أكثر فأكثر. لذلك لا بد من تأكيد ضرورة تعاون جميع الأطراف معكم وكسر جدار الصمت للمساهمة في كشف الحقيقة مهما كانت قاسية".
وشدد الرئيس عون على ان "الدولة سوف تؤمن كل ما من شأنه تسهيل مهمة الهيئة التزاما بالقانون الذي انشأها، وجعلها هيئة مستقلة ولها ضمانات في عملها، فضلا عن التزام لبنان بموجب الاتفاقيات الدولية لحقوق الانسان، وانطلاقا من المهام الملقاة على عاتقها لاسيما لجهة الكشف عن مصير المفقودين والمخفيين قسرا وجمع المعلومات والوثائق وانشاء قاعدة بيانات شاملة، والتعاون مع الجهات المعنية محليا ودوليا ودعم العائلات نفسيا واجتماعيا وقانونيا".
واعتبر الرئيس عون ان "أهمية عمل الهيئة تكمن في ارتباط قضية المفقودين بمسار المصالحة والسلم الأهلي والتأكيد ان معرفة الحقيقة هي خطوة أساسية نحو بناء الثقة وعدم تكرار الماضي الأليم".
وشكر رئيس الجمهورية المجتمع المدني والمنظمات "التي ناضلت من اجل هذا الملف"، وقال: "هذه الهيئة رسالة امل لعائلات المفقودين، فكونوا على قدر الثقة التي وضعت بكم لان لبنان الجديد سوف يبنى على العدالة والحقيقة".
تربويا، استقبل الرئيس عون في حضور ممثلته الشخصية لدى المجلس الأعلى للفرانكوفونية الدكتورة كارلا اده، رئيس الوكالة الجامعية للفرانكوفونية (AUF) سليم خلبوص مع وفد مرافق، الذي اطلع الرئيس عون على عمل الوكالة في لبنان منذ اكثر من 30 سنة، لافتا الى ان "الوكالة تضم نحو الف جامعة ومركز أبحاث بينها مئة جامعة ومركز ابحاث في 12 بلدا في منطقة الشرق الأوسط، ويشكل لبنان البلد الأبرز في المنطقة لوجود اكثر من 25 جامعة منضوية في الوكالة".
وأشار خلبوص الى "الأهداف التي تعمل الوكالة لتحقيقها لاسيما تعزيز الأنشطة البحثية وتشغيل حاملي الشهادات الجامعية، لأننا نعتبر ان من اهم المسائل التي نعمل لها هي توفير فرص عمل للشباب كل في اختصاصه".
وابرز خلبوص "أهمية الدور الذي يلعبه لبنان في الهيئات الفرانكوفونية ومنها الوكالة الجامعية"، داعيا الى "مشاركة لبنان في المؤتمر الذي يعقده وزراء الدول الفرانكوفونية للتربية والبحث العلمي في دكار بين 3 و6 تشرين الثاني المقبل".
ورد الرئيس عون مرحبا بخلبوص، منوها بالعمل التربوي الهام الذي تقوم به الوكالة الجامعية للفرانكوفونية، "لا سيما وان الفرانكوفونية هي ركن أساسي من هوية لبنان الثقافية وتشكل جزءا لا يتجزأ من تراثه اللغوي والحضاري"، وقال: "إن اللغة الفرنسية ليست فقط لغة تواصل في لبنان، بل هي أيضا لغة ثقافة وفكر وانفتاح على العالم. ولبنان كان من الأعضاء المؤسسين للمنظمة الدولية للفرانكوفونية وهو ملتزم دائما بقيمها الأساسية التعددية والحوار والديموقراطية".
وأشاد الرئيس عون بـ"الدور الذي تقوم به الوكالة في دعم الطلاب اللبنانيين خصوصا في الفترات الصعبة التي مر بها لبنان، من خلال برامج تمويل وتدريب وتعاون اكاديمي"، داعيا الى "توسيع افاق التعاون بين الجامعات اللبنانية ومؤسسات التعليم العالي للفرانكوفونية في العالم، لا سيما واننا نرى في التعليم العالي الفرانكوفوني فرصة استراتيجية لتحفيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية في لبنان
واكد الرئيس عون ان "لبنان يضع خبرته الثقافية والتربوية في خدمة الفرانكوفونية من اجل بناء عالم اكثر عدالة وتضامنا"، مؤكدا "العمل كي يبقى لبنان حاضنا للغة الفرنسية ومنفتحا على شراكات تعزز صمود شبابه ونمو مؤسساته وازدهار مستقبله".
كما استقبل الرئيس عون، وفدا من الاتحاد اللبناني للميني فوتبول برئاسة رئيس الاتحاد أحمد دنش الذي أطلع رئيس الجمهورية على مشاركة لبنان في كأس العالم للميني فوتبول للسيدات الذي جرى في إربيل في العراق بين 16 و 23 أيلول الماضي، وأحرز فيه فريق السيدات اللبناني المركز الثالث