الرئيس عون لقائد "اليونيفيل": عديد الجيش جنوب الليطاني سيصل لنحو 10 آلاف عسكري مع نهاية السنة

أبلغ رئيس الجمهورية جوزاف عون قائد القوات الدولية العاملة في الجنوب "اليونيفيل" الجنرال ديوداتو ابغنارا، خلال استقباله في قصر بعبدا، ان "عديد الجيش الموجود جنوب الليطاني سوف يزداد تباعا حتى يصل الى نحو 10 الاف عسكري مع نهاية السنة لتحقيق الامن والاستقرار على طول الحدود الجنوبية بعد انسحاب القوات الإسرائيلية من الأراضي التي تحتلها وسيعمل الجيش مع اليونيفيل على تطبيق القرار 1701 بكل مندرجاته، إضافة الى تسلمه كافة المواقع التي تشغلها القوات الدولية عند بدء انسحابها التدريجي من الجنوب حتى نهاية العام 2027".
وأكد الرئيس عون، أهمية "التعاون والتنسيق بين الجيش واليونيفيل في المجالات العسكرية والإنسانية والخدماتية"، مشيراً الى ان "لبنان على تواصل مع الدول الشقيقة والصديقة للتنسيق في مرحلة ما بعد انسحاب القوات الدولية من الجنوب لضمان الامن والأمان في المنطقة".
من جهته، أطلع الجنرال ابغنارا، الرئيس عون على "الأوضاع الراهنة في الجنوب في ضوء التطورات الأخيرة وعرض للإجراءات التي سوف تعتمدها القيادة الدولية لتنظيم أوضاع اليونيفيل بعد تقليص الأمم المتحدة لموازنات مهمات السلام في العالم.
كما وضعه في أجواء الإجراءات التي تنوي القيادة اعتمادها في مرحلة بدء الانسحاب التدريجي للقوات الدولية من الجنوب مع بداية العام 2027 وحتى نهايته.
وشدد الجنرال ابغنارا على ان "اليونيفيل" سوف تستمر في دعم الجيش اللبناني والتنسيق معه في مختلف المهام التي يقوم بها في الجنوب ولن يتأثر الخفض التدريجي لعديد هذه القوات بالمهام الموكولة اليها بالتعاون مع الجيش".
وفي الاطار نفسه، استقبل الرئيس عون المنسقة الخاصة للامين العام للأمم المتحدة جانين بلاسخارت واطلع منها على الأوضاع العامة وعمل منظمات الأمم المتحدة في لبنان.
هذا واستقبل الرئيس عون وزير الثقافة غسان سلامة واجرى معه جولة افق تناولت الأوضاع الإقليمية في ضوء التطورات الأخيرة. كما تم عرض لملفات وزارة الثقافة والمشاريع التي يعمل الوزير سلامة على تنفيذها، لا سيما إعادة تأهيل قصر الاونيسكو وقصر بيت الدين والمكتبة الوطنية من خلال هبات خارجية يعمل على الحصول عليها.
كذلك عرض الوزير سلامة للإجراءات التي يتخذها لوقف التعديات على الاثار.
هذا وأشار النائب فؤاد مخزومي، بعد لقائه الرئيس عون، الى أنني "التقيت اليوم الرئيس عون وتناولنا واقع لبنان والتحديات التي تواجهه وسبل المضي قدما في تنفيذ كل القرارات الدولية والإصلاحات اللازمة. كما ناقشنا الحدث الضخم الذي شهدته القاهرة، والذي يمثل خطوة مهمة نحو تحقيق السلام الإقليمي وإنهاء الحرب في غزة، وما يحمله من فرص كبيرة للمنطقة".
واضاف "لبنان مدعو لاغتنام هذه الفرصة، ونحن نقف إلى جانب فخامة الرئيس في جهوده لتحقيق الاستقرار والسلام في بلادنا".
كما استقبل الرئيس عون وفدا من الحزب الشيوعي اللبناني برئاسة امينه العام حنا غريب الذي شكره على استقباله وسلمه مذكرة تضمنت شرحا لموقف الحزب من القضايا الراهنة.
ولفت غريب، الى أن "أزمة لبنان المزمنة تتفاقم مع العدوان والاحتلال الصهيوني الذي بدأ يكثف من اعماله العدوانية بعد اتفاق غزة مستهدفا العودة الى الجنوب واعماره. اليوم نحن بامس الحاجة الى ان يحرر لبنان ارضه من الاحتلال حتى خط الهدنة من دون قيد او شرط وبكل الإمكانات والوسائل المتاحة".
وأكد غريب موقفه المؤيد لاجراء الانتخابات النيابية، طالب بـ"تعديل القانون الانتخابي ليصبح خارج القيد الطائفي، بحيث لا يكون فيتو على أي فئة من التمثيل في المجلس النيابي"، مشددا على "ضرورة تعويض الخسائر على لبنان التي لا تنحصر بالدمار فقط بل تشمل أيضا الموارد البشرية".
من جهته، أكد الرئيس عون، اننا "نطمح للتوصل الى حل كل الازمات التي يعاني منها لبنان واللبنانيون"، وقال: "للأسف في لبنان هناك طوائف لا اديان والجميع يتسلح بالطائفية والمذهبية ويغذي النعرات من اجل مصالح انتخابية في ظل عدم وجود برامج سياسية".
وشدد على انه "من الأهمية بمكان تنقية النفوس قبل النصوص"، لافتاً الى ان "العلاقة مع سوريا تتحسن فيما تتم معالجة الأمور الأخرى كقضية الموقوفين والحدود والنازحين، والاتفاقات الاقتصادية ستأتي في المرحلة اللاحقة، لا سيما وان سوريا هي مدخل لبنان الى العالم العربي".
وعن الوضع الداخلي، قال انه "جيد ويتحسن بدوره وهناك العديد من الخطوات التي يجب ان تنفذ"، ولفت الى ان "قرض 250 مليون دولار المخصص للاعمار الذي وافق عليه البنك الدولي ومجلس الوزراء، ينتظر موافقة مجلس النواب عليه"، واكد ان ما تحقق حتى الان يشكل انطلاقة جيدة لكننا حتما بحاجة الى المزيد".
واضاف"انا مؤتمن على البلد واي وسيلة تجعله مرتاحا وتبعد عنه شبح الحرب وتؤمن تحرير الجنوب وإعادة الاعمار مستعد للقيام بها"، مشددا على وجود "مؤشرات إيجابية عدة تتطلب في المقابل القيام بالعديد من الإجراءات، ومنها ما تقوم به الحكومة على صعيد الفجوة المالية"، مشددا على "أهمية اعادة الودائع في المصارف لاصحابها "وهو حق مكتسب".
وتناول ملف المفقودين، فاكد ان "حق أهلهم علينا معرفة مصيرهم"، مشيرا الى "متابعته ملف أساتذة الجامعة اللبنانية"، مشددا على "أهمية العمل على تعزيز مفهوم المواطنية وتطبيق الدستور".
واستقبل الرئيس عون مؤسسة الرئيس فؤاد شهاب برئاسة الوزير السابق عادل حميه الذي اعتبر ان "خطاب القسم ذكر اللبنانيين بروحية الرئيس الراحل الذي لطالما كان حريصا على الصدق والأمانة والعدالة والعدل، وان تكون الدولة مؤسساتية لا فوضوية".
بدوره، أطلع المدير العام لامن الدولة اللواء ادغار لاوندوس، الرئيس عون على المهمات التي تنفذها المديرية، خصوصا في مجال مكافحة الفساد في الإدارات والمؤسسات الرسمية وضبط المخالفات واحالة المرتكبين الى القضاء المختص.