اخبار لبنان اخبار صيدا اعلانات منوعات عربي ودولي صور وفيديو
آخر الأخبار

أرضٌ بلا حصاد... مزارعو الجنوب يضطرّون لشراء الزيت!

صيدا اون لاين

قرى الجنوب اللبناني التي كانت تعجّ بأصوات المعاصر وعبق الزيتون الطازج، يسودها هذا العام صمتٌ ثقيل تملؤه رائحة الرماد والفوسفور. موسم الزيتون، الذي لطالما شكّل عنوان الصمود لأهالي القرى الحدودية، تحوّل إلى فصلٍ من الخسارة والانتظار، وسط مشهدٍ زراعيّ يختنق تحت وطأة القصف الإسرائيلي المتواصل.

وأفادت مصادر زراعية جنوبًا لموقع mtv بأنّ بلدة كفرشوبا تُعدّ من أكثر البلدات الجنوبية اللبنانية تضرّرًا جراء التصعيد الإسرائيلي المستمر، مشيرةً إلى أنّ الأهالي يعانون من خسائر فادحة في موسم الزيتون هذا العام.
وأوضحت المصادر أنّ غالبية المزارعين غير قادرين على الوصول إلى أراضيهم منذ أسابيع بسبب منع القوات الإسرائيلية، ما أدّى إلى "تلف الكثير من البساتين وانجراف بعضها نتيجة القصف"، ولا سيّما القصف الفوسفوري الذي خلّف أضرارًا كبيرة في الأشجار والتربة.
وأكدت المصادر أنّ وزارة الزراعة غير قادرة على التدخل، نظرًا لأنّ أي عملية دخول إلى الأراضي الزراعية تتطلّب إذنًا مسبقًا من "اليونيفيل" والجيش اللبناني، مع لوائح بأسماء المزارعين وسياراتهم، كي يوافق الجيش الإسرائيلي على السماح بالدخول. وحتى الساعة، لم تُمنح هذه الموافقات، ما يجعل القطاع الزراعي في كفرشوبا والعرقوب والمناطق المجاورة مشلولًا بالكامل.
وأضافت أنّ "الخسائر كبيرة ولا تُحصى ولا تُعدّ"، ولا سيّما في قطاع الزيتون الذي يُعتبر مصدر الرزق الأساسي لعائلات البلدة.
وقال أحد أبناء كفرشوبا لموقع mtv: "عادةً أقطف من أرضي ما بين أربع وخمس تنكات من زيت الزيتون، لكن هذا العام سأضطر إلى شراء الزيت بدل بيعه، وكذلك إخوتي، لأننا لم نتمكّن من الوصول إلى أراضينا".
ولفتت إلى أنّ "الموقع الجغرافي الحساس لكفرشوبا، الواقعة عند مثلث لبنان–سوريا–فلسطين، يجعلها عرضة دائمة للتهديدات الإسرائيلية"، مضيفةً أنّه "من غير الواضح إذا كانت إسرائيل ستسمح بالعودة الآمنة إلى الأراضي في وقت قريب".

وختمت المصادر بمطالبة الدولة اللبنانية والمنظمات الدولية ووكالات الأمم المتحدة بمراعاة ظروف الأهالي، وتقديم دعم مادي وزراعي عاجل يساعدهم على تعويض خسائرهم، وإطلاق برامج لإعادة تأهيل الأراضي المتضرّرة، كي لا يتحوّل موسم الزيتون في الجنوب إلى ذكرى موجعة تُروى في كل بيتٍ جنوبيّ

تم نسخ الرابط