صدمة في أسواق الذهب... تبخّر 1.28 تريليون دولار وخبير يوجّه نصيحة للبنانيين: "اللي بيخاف، بيخسر"!

تعيش أسواق الذهب العالمية واحدة من أكثر جلساتها اضطرابًا منذ مطلع العام، بعدما فقد المعدن الأصفر أكثر من 200 دولار للأونصة في يوم واحد، ما أدّى إلى تبخّر أكثر من 1.28 تريليون دولار من قيمته السوقية عالميًا.
هذا التراجع العنيف أعاد إلى الواجهة السؤال القديم – الجديد: هل بدأ التصحيح الكبير؟ أم أنّ ما يحدث ليس سوى فرصة للشراء قبل انطلاقة جديدة نحو قممٍ غير مسبوقة؟
في هذا الإطار، أكّد أحد كبار تجّار الذهب في لبنان، بشير حسّون، في تصريحٍ لـ"ليبانون ديبايت"، أنّ "الهبوط الحالي لا يُعدّ انهيارًا، بل تصحيحًا طبيعيًا ومتوقّعًا بعد الصعود التاريخي الذي شهده الذهب هذا العام، حين تجاوز ارتفاعه الـ1500 دولار للأونصة".
وأوضح حسّون أنّ السوق يعيش اليوم مرحلة حسّاسة تجمع بين الخوف والطمع، مشيرًا إلى أنّ "من اشترى عند القمم لا يجب أن يخاف، فالقواعد الذهبية واضحة: لا تبيع وقت الخوف. من يبيع في لحظة الهلع هو الخاسر الحقيقي، لأن الذهب ما زال الملاذ الآمن الأوّل عالميًا".
وأضاف بثقة: "قد نشهد تراجعًا دون الأربعة آلاف دولار للأونصة، لكن ذلك لا يعني أنّ الاتجاه تغيّر. على العكس، هذا الهبوط يخلق فرصًا حقيقية، ومن يعرف كيف يقتنصها سيُحقّق أرباحًا كبيرة".
وردّ حسّون على السؤال الأكثر تداولًا حول العالم اليوم: هل نشتري الذهب الآن أم ننتظر؟ وقال: "الجواب يعتمد على نوع المستثمر. إذا كنت مضاربًا قصير المدى تسعى إلى الربح السريع، فالأمر مختلف عن شخص يدّخر لحماية أمواله من التضخّم وفقدان الدولار لقيمته".
وتابع موضحًا: "إذا كنت من الفئة الثانية، فاشترِ في أي وقت وبأي سعر. الذهب على المدى الطويل لم يخيّب أحدًا، وكل من امتلكه وصبر عليه، ربح في النهاية".
أما للمضاربين قصيري الأمد، فحذّرهم حسّون قائلاً: "لا أنصح بالشراء في هذه المستويات، فالتقلّبات المقبلة ستكون حادّة. أنا شخصيًا أنتظر التصحيح، وعندما يكتمل سأشتري — لا قبله".
واستعاد حسّون مشهد العام 2023 قائلاً: "حينها بلغ الذهب 2000 دولار للأونصة، ودعوتُ للشراء، ثم هبط إلى 1614 دولارًا، فعمّ الخوف وسمعت عبارات مثل "خرّبت بيتنا يا بشير!"… لكن من صبر واشترى وقتها، اليوم حقّق أرباحًا مضاعفة".
وختم حسّون تصريحه قائلًا: "الذهب في مسار صاعد بلا شك. التصحيحات أمر طبيعي، والمتأثرون بها هم المضاربون فقط. أمّا المستثمر الحقيقي، فينتظر الفرصة — ويشتري عندما يخاف الجميع".