وزير الخارجية المصري: أجريت اتصالات مكثفة مع إسرائيل وإيران والولايات المتحدة لتجنيب لبنان ويلات أي عمليات عسكرية
أكد وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، في حديث لصحيفة "الشرق الأوسط" "اننا نبذل جهوداً مكثفة، وكثيرة للغاية على كل المستويات مع كل الأطراف الدولية والإقليمية المعنية بشأن لبنان، وأجريت اتصالات مكثفة مع إسرائيل وإيران والولايات المتحدة لتجنيب لبنان ويلات أي تدخلات أو أي عمليات عسكرية تمس بمقدرات الشعب".
وأضاف :"نثمّن كل الخطوات التي اتخذها الجيش اللبناني وكل الإنجازات التي تحققت في منطقة جنوب الليطاني فيما يتعلق بفرض سيادة الدولة وسيطرتها، كما نثمن تأكيد الحكومة اللبنانية التزامها باتفاق وقف الاعمال العدائية الموقَّع العام الماضي وتنفيذه في كل ربوع لبنان وليس فقط في منطقة جنوب الليطاني. ومصر لا تدخر وسعاً لدعم لبنان وشعبها وقيادتها".
وحول غزة، لفت عبد العاطي الى أن "الأمر مرتبط بالتعاون والالتزام من الجانب الإسرائيلي بخطة الرئيس الاميركي، وهي خطة واضحة تم تنفيذ المرحلة الأولى منها بالكامل باستثناء جثة وحيدة يتم البحث عنها وسط آلاف الأطنان من الركام والمتفجرات التي خلفها العدوان الإسرائيلي على غزة".
ولفت الى "اننا نعوّل على الدور الأميركي وقيادة ترامب للعمل على إنفاذ الخطة والانتقال إلى المرحلة الثانية، ورغم كل الانتهاكات الإسرائيلية المستمرة يومياً، لا بد أن نعيد التأكيد على ضرورة تثبيت اتفاق وقف إطلاق النار والمضي قدماً في تنفيذ المرحلة الثانية بكل استحقاقاتها، بما في ذلك إعادة الانتشار والانسحاب الإسرائيلي من داخل قطاع غزة، ووفقاً للخطة، ولما تضمنه أيضاً قرار مجلس الأمن 2803، ونرمز حالياً إلى الكيانات الانتقالية المؤقتة التي تم النص عليها في قرار مجلس الأمن، سواء ما يتعلق بمجلس السلام أو قوة الاستقرار الدولية أو اللجنة الإدارية الفلسطينية. نحن جاهزون، ولا بد من الضغط في اتجاه الدخول في المرحلة الثانية والعمل على تنفيذها".
أكد وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي أنّ القاهرة تجري تواصلاً مستمراً مع الولايات المتحدة بشأن تشكيل "السلام العالمي" المرتبط بخطة الرئيس الأميركي دونالد ترمب، موضحاً أنّ مصر "على تواصل مستمر مع الجانب الأميركي، لا سيما أن الولايات المتحدة معنية بشكل كامل بوضع خطة ترمب موضع التنفيذ على أرض الواقع".
وأضاف أنّ الاتصالات "مستمرة مع الجانب الأميركي على كل المستويات، السياسي والأمني والاستخباراتي؛ بهدف تذليل أي مشاكل موجودة"، مشيراً إلى أنّ مصر لديها تصور يتوافق مع الرؤية العربية والإسلامية بشأن "هذه الأطر الانتقالية المؤقتة". وشدد على أهمية "تدشين مجلس السلام وتركيز صلاحياته في تعبئة وحشد الموارد المالية الخاصة بتنمية غزة وإعادة إعمارها والتعافي المبكر ومراقبة صرف الأموال".
وفي ما يتعلق بتطورات تشكيل قوة الاستقرار داخل غزة، قال عبد العاطي إن مصر تناقش الملف مع واشنطن، موضحاً أنّ طبيعة هذه القوة يجب أن تكون "حفظ السلام وليس فرض السلام"، بحيث تتركز مهامها على مراقبة الالتزام بوقف إطلاق النار وتشغيل المعابر، بينما تبقى مهام الأمن الداخلي "صلاحيات أصيلة للشرطة الفلسطينية".
وأضاف أنّ مصر تدفع لتشكيل لجنة تكنوقراط لإدارة الشؤون الحياتية في القطاع، مؤكداً تقديم “قائمة من 15 اسماً هناك توافق بين الفصائل عليها".
وأوضح أنّ مصر منخرطة في العمل القيادي واللوجستي للقوة الدولية، وبيّن أنّ القاهرة موجودة ضمن “اللجنة المدنية العسكرية في كريات غات بجنوب إسرائيل، والتي تم تشكيلها لمتابعة تنفيذ اتفاق شرم الشيخ”.
وحول مستقبل سلاح حركة حماس، قال وزير الخارجية إن خطة ترامب تتحدث عن حصر السلاح وتسليمه وليس نزعه، مضيفاً أنّ هذه المسألة ستناقش فلسطينياً وأن هناك إمكانية للتوصل إلى صيغة “"تتضمن تسليم الأسلحة بشكل متدرج".
وفي سياق إعادة الإعمار، أكّد عبد العاطي وجود تنسيق كامل مع الولايات المتحدة بشأن عقد مؤتمر لتمويل إعمار غزة، مشيراً إلى أنه تحدث مع وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو ومع جارد كوشنير حول مكان وتوقيت المؤتمر، لكنه أوضح أنّ موعده لم يحدد بعد.
وحول العلاقات المصرية السعودية، وصف عبد العاطي العلاقة بأنها "علاقات أبدية بين بلدين وشعبين شقيقين"، مضيفاً أنّ مصر والمملكة هما "جناحا الأمتين العربية والإسلامية". وأشار إلى تنسيق اقتصادي وسياسي كامل، معلناً قرب انعقاد الاجتماع الأول لمجلس التنسيق الأعلى بين البلدين "في الربع الأول من العام المقبل".
وأكد عبد العاطي استمرار الجهود المصرية لوقف الصراع في السودان قائلاً: "الجهود المصرية مستمرة ولا يمكن أن تتوقف على الإطلاق"، مشدداً على دعم القاهرة للمؤسسات الوطنية والجيش السوداني، ورفضها لأي مسارات تساوي بين الدولة والميليشيات. ووصف ما يجري في السودان بأنه "أمر يدمي القلوب ولا يمكن السماح أو القبول باستمراره".
وردّ الوزير على الاتهامات بدور ميداني لمصر في الحرب السودانية بقوله: "هذه أكاذيب. مصر لا تنخرط إلا في إطار وقف وخفض التصعيد".
وفي ليبيا، رأى عبد العاطي أن الوضع الحالي "يثير القلق"، مؤكداً أنه لا بد من توحيد المؤسسات والاتجاه نحو انتخابات برلمانية ورئاسية متزامنة، وكشف عن حوار مع مبعوث الرئيس الأميركي إلى أفريقيا مسعد بولس حول هذه الرؤية.
كما أوضح أن القاهرة لا تعترف بمذكرة التفاهم البحرية بين تركيا وحكومة السراج السابقة، مشيراً إلى حوار مع ليبيا وتركيا حول الملف مع التأكيد على ضرورة خروج القوات الأجنبية وتفكيك الميليشيات.