نساء صيدا القديمة: دقّ الزعتر والزيتون والخياطة لتأمين لقمة العيش

الكثير من النساء المتعفّفات في صيدا القديمة يبحثن بلا كلل أو ملل عن مصدر رزق اضافي لمساعدة عائلاتهنّ على مواجهة الجوع والفقر المُدقع، بعدما حوّلت الضائقة المعيشية الخانقة والأزمة الاقتصادية ومعها جائحة "كورونا" ازواجهنّ الى عاطلين عن العمل حتى اشعار آخر مع ارتفاع نسبة البطالة، فينتظرن فرص عمل موسمية او في بيوتهنّ للمساهمة في تأمين لقمة العيش الكريم.
فمع بدء فصل الشتاء، تنخرط عشرات النساء في صيدا القديمة في العمل الموسمي: رصّ الزيتون، دقّ الزعتر البرّي والسمّاق، إعداد المونة الشتوية وبيعها، ما يوفر لهنّ مدخولاً مالياً اضافياً يساهم في سدّ الديون والعجز وتأمين متطلّبات الحياة، في ظل الغلاء وارتفاع الاسعار.
الحاجة جميلة البطش "أمّ مصطفى" احدى هؤلاء النسوة وتبلغ من العمر 58 عاماً، وتعمل في احدى المدارس الرسمية وراتبها بالليرة اللبنانية لا يكفيها لسد ّرمق العائلة، فالزوج لا يعمل وهو مريض، ولديهما خمسة اولاد، وبيتها في صيدا القديمة بالايجار، وتقول: "منذ عدة سنوات وأنا أقوم بدقّ الزعتر البرّي والسمّاق، ولكنّه عمل موسمي يساعد في تأمين مصروف البيت موقتاً وفي ظلّ الغلاء يكون عاملاً ايجابياً، خصوصاً وانّ العمل يكون في البيت وفي أي ساعة، ويحتاج الى خبرة وقوة وصبر ونظافة، ولكن للاسف فقد تراجع الإقبال على هذا العمل، بفعل تراجع قدرة الناس الشرائية ما أثّر علينا مباشرة، فكيلو الزعتر مع السماق والسمسم اصبح غالياً ويلامس المئة الف ليرة لبنانية".
وترفض الحاجة البطش تحديد أجرة لعملها، وتقول: "العطاء قيمة، قد يدفع بعض الناس عشرة آلاف ليرة لبنانية مقابل دقّ الكيلو، والبعض الآخر 15 الفاً والغالبية أكثر من ذلك". وتضيف: "لقد كرّست حياتي من أجل أبنائي، وأصبح هدفي الوحيد تأمين لقمة العيش لهم والحفاظ عليهم والعمل على تعليمهم لضمان مستقبلهم".
ويحافظ أبناء صيدا القديمة على التكافل الاجتماعي والترابط العائلي، فالحارة والاحياء مترابطة والمنازل متلاصقة، والكلّ يعرف قصص الآخرين، يحاولون مساعدة بعضهم البعض قدر المستطاع، وكثيراً ما أُطلقت مبادرات انسانية واجتماعية بالرغم من الفقر والضائقة المعيشية. وتقول الحاجة أمون شبايطة "أم العبد" البالغة من العمر 67 عاماً، انها امضت 15 عاماً من حياتها في العمل الموسمي من دقّ الزعتر البرّي، الى رصّ الزيتون الاخضر والاسود، الى الخياطة وتقصير البنطلون او البيجاما، مقابل أجر زهيد لكنه يساعد في توفير متطلّبات المنزل"، قبل أن تضيف "زوجي مريض ولا يعمل، ووجدت نفسي مسؤولة عن تأمين احتياجات العائلة، الحمد لله نعيش بكفاف قوتنا ولكنّنا مستورون ولا نحتاج ان نمدّ يدنا لأحد، فالسؤال مذلّة، والعمل في البيت وبعرق الجبين شرف كبير وغير معيب".
فمع بدء فصل الشتاء، تنخرط عشرات النساء في صيدا القديمة في العمل الموسمي: رصّ الزيتون، دقّ الزعتر البرّي والسمّاق، إعداد المونة الشتوية وبيعها، ما يوفر لهنّ مدخولاً مالياً اضافياً يساهم في سدّ الديون والعجز وتأمين متطلّبات الحياة، في ظل الغلاء وارتفاع الاسعار.
الحاجة جميلة البطش "أمّ مصطفى" احدى هؤلاء النسوة وتبلغ من العمر 58 عاماً، وتعمل في احدى المدارس الرسمية وراتبها بالليرة اللبنانية لا يكفيها لسد ّرمق العائلة، فالزوج لا يعمل وهو مريض، ولديهما خمسة اولاد، وبيتها في صيدا القديمة بالايجار، وتقول: "منذ عدة سنوات وأنا أقوم بدقّ الزعتر البرّي والسمّاق، ولكنّه عمل موسمي يساعد في تأمين مصروف البيت موقتاً وفي ظلّ الغلاء يكون عاملاً ايجابياً، خصوصاً وانّ العمل يكون في البيت وفي أي ساعة، ويحتاج الى خبرة وقوة وصبر ونظافة، ولكن للاسف فقد تراجع الإقبال على هذا العمل، بفعل تراجع قدرة الناس الشرائية ما أثّر علينا مباشرة، فكيلو الزعتر مع السماق والسمسم اصبح غالياً ويلامس المئة الف ليرة لبنانية".
وترفض الحاجة البطش تحديد أجرة لعملها، وتقول: "العطاء قيمة، قد يدفع بعض الناس عشرة آلاف ليرة لبنانية مقابل دقّ الكيلو، والبعض الآخر 15 الفاً والغالبية أكثر من ذلك". وتضيف: "لقد كرّست حياتي من أجل أبنائي، وأصبح هدفي الوحيد تأمين لقمة العيش لهم والحفاظ عليهم والعمل على تعليمهم لضمان مستقبلهم".
ويحافظ أبناء صيدا القديمة على التكافل الاجتماعي والترابط العائلي، فالحارة والاحياء مترابطة والمنازل متلاصقة، والكلّ يعرف قصص الآخرين، يحاولون مساعدة بعضهم البعض قدر المستطاع، وكثيراً ما أُطلقت مبادرات انسانية واجتماعية بالرغم من الفقر والضائقة المعيشية. وتقول الحاجة أمون شبايطة "أم العبد" البالغة من العمر 67 عاماً، انها امضت 15 عاماً من حياتها في العمل الموسمي من دقّ الزعتر البرّي، الى رصّ الزيتون الاخضر والاسود، الى الخياطة وتقصير البنطلون او البيجاما، مقابل أجر زهيد لكنه يساعد في توفير متطلّبات المنزل"، قبل أن تضيف "زوجي مريض ولا يعمل، ووجدت نفسي مسؤولة عن تأمين احتياجات العائلة، الحمد لله نعيش بكفاف قوتنا ولكنّنا مستورون ولا نحتاج ان نمدّ يدنا لأحد، فالسؤال مذلّة، والعمل في البيت وبعرق الجبين شرف كبير وغير معيب".