بالصور: عودة الهدوء الى حسبة صيدا بمساع من النائب بهية الحريري ومصادرة كميات من البندورة والتفاح

اثمرت الاتصالات والمساعي التي قامت بها النائب بهية الحريري مع الجهات الرسمية والأمنية والتجارية المعنية اتفاقا على معالجة هادئة لتفاعلات عملية الدهم التي نفذتها المديرية العامة للجمارك لسوق بيع الخضار والفاكهة بالجملة - الحسبة " في مدينة صيدا لمصادرة خضار وفاكهة مهربة في بعض المحال ، فاكتفت الجمارك بمصادرة كمية محددة من التفاح والبندورة عليها ملصق يحمل عبارة "انتاج الشام " لكن من دون تسطير محاضر ضبط بحق اصحابها على أن يتم التحقق من مصدرها وكيفية دخولها الى لبنان ليبنى على الشيء مقتضاه .

وكانت هذه القضية تفاعلت منذ ساعات الصباح (الثلاثاء) على اثر قيام قوة كبيرة من الجمارك قوامها نحو ثلاثين عنصرا بمداهمة بعض المحال في "حسبة صيدا" بحثا عن بعض الأصناف المهربة من الخضار والفاكهة لا سيما التفاح والبندورة والجزر والباذنجان والملفوف، ما اثار اعتراض واحتجاج جميع تجار الحسبة الذين عمدوا الى اقفال محلاتهم واغلقوا مدخل السوق واحتشدوا مع عمالهم، معلنين رفضهم هذا الاجراء. ومطالبين الجهات المعنية بمكافحة التهريب عبر ضبط مصادره ومنافذه وملاحقة تجاره ومافياته وعدم تحميل المسؤولية عنه لصغار الكسبة ولمحال خضار وفاكهة تشكل مصدر رزق اساسي لمئات العائلات خصوصا في ظل الاوضاع الاقتصادية والمعيشية الصعبة التي يعيشونها.

وشهدت الحسبة على مدى نحو ثلاث ساعات حالة من الاخذ والرد والهرج والمرج بين تجار السوق وبين قوّة الجمارك ما استدعى تدخل الجيش اللبناني. وجرت اتصالات على اعلى المستويات تداركا للازمة فتابعت النائب بهية الحريري تفاعلات هذه المشكلة، واجحرت سلسلة اتصالات بعدد من المعنيين ، وأوفدت رئيس جمعية تجار صيدا وضواحيها علي الشريف الى حسبة صيدا من اجل معالجة المشكلة، حيث تم الاتفاق على ان تأخذ الجمارك كميات محددة من بعض اصناف الخضار والفاكهة من دون تسطير محاضر ضبط بحق اصحابها حيث تمت مصادرة 290 صندوقا من التفاح و200 صندوق من البندورة ، وذلك ليتم التحقق من مصدرها وطريقة دخولها الأراضي اللبنانية وتحدد على اساس ذلك الخطوات اللاحقة . وعلى الأثر عاد الهدوء الى حسبة صيدا واعيد فتح مدخلها وساتعادت تدريجيا حركتها الطبيعية .

الشريف

وقال الشريف في تصريح له من داخل الحسبة : " كلبنانيين نحن مع تصريف الانتاج اللبناني بالدرجة الاولى لكن كان من المفترض، ونحن نحترم الدور الذي تقوم به الجمارك بهذا الخصوص، ان تصادر هذه البضاعة قبل ان تصل الى هنا. لأن هذه البضاعة اما آتية من منطقة الشمال او من البقاع ".
وسأل: "هل حصلت هذه المداهمات في حسبة بيروت وطرابلس او غيرهما؟"، مشددا على "اننا في مدينة صيدا تحت سقف القانون ومع الدولة اللبنانية".

واضاف: "في موضوع التفاح انا اشعر مع اللبنانيين الذين يعانون من تصريف انتاج التفاح، لا مشكلة في ان تاتي بضائع اخرى نحن ليس لدينا انتاج لها، لكن في موضوع التفاح فان الامر ليس مقبولا لان المزارعين اللبنانيين يصرخون ويريدون تصريف انتاجهم لكن لا احد يريد شراءه. التفاح مكدس ولايزال في البرادات ".
تابع: "بالنسبة للجمارك والقوى الامنية احبوا ان يقوموا بهذه الزيارة الى حسبة صيدا. الحقيقة هناك 200 صندوق تفاح ونحو 200 صندوق بندورة. هؤلاء اتوا من سوريا لنكون واضحين ونقول الامور كما هي. نحن مع تصريف الانتاج اللبناني ولسنا مع المنافسة الخارجية اذا كنا نملك هذا الانتاج . نحن مع حماية المزارع اللبناني بأي شكل من الاشكال ".

وختم الشريف داعيا الى وجوب "معالجة الموضوع من المكان الذي اتت منه البضاعة اي من منطقة الشمال والبقاع وهنا يكمن الدور الاساسي للجمارك والدولة اللبنانية". وقال التاجر خضر حمود " العدل هو في ان يطبق القانون على كل اسواق الخضار والفاكهة في لبنان ، فظلم بالسوية عدل في الرعية . وحسبة صيدا ليست مكسر عصا ، ومن يريد ان يكافح التهريب فليكافحه في كل المناطق وليغلقوا الحسب في مدن أخرى وليمنعوا البضائع المهربة من الدخول عبر الحدود".

وقال التاجر اسماعيل حبلي نحن تحت سقف القانون ومع الدولة اللبنانية. لكن لماذا التركيز بمكافحة التهريب على صيدا ، وهي بعيدة جدا عن منافذ التهريب .. من يريد ان يمنع التهريب فليذهب الى الحدود اللبنانية -السورية. ؟ ويكفينا ما نعانيه من كساد واوضاع صعبة نضطر معها للإستدانة لتأمين استمرارية اعمالنا ".