اخبار لبنان اخبار صيدا اعلانات منوعات عربي ودولي صور وفيديو
آخر الأخبار

إجتماع لـ'حراك صيدا' وخطوات تصاعدية... المفتي سوسان: الجوع يدقّ الأبواب

صيدا اون لاين
لم تُسعف شهادة الشاب اللبناني محمد شهابي الجامعية في فتح أبواب العمل له، اعتقد خطأ انها "طوق نجاة" من غرق الفقر، قبل أن يُدرك بعد سنوات قليلة، انه تحوّل مجرد رقم اضافي في أعداد العاطلين عن العمل في لبنان، وأن الآفاق مسدودة في المدى المنظور.

ومحمد الذي تخرج من جامعة AUL بتخصص صحافة، يقول لـ"نداء الوطن": "عملت في إحدى القنوات الاعلامية، إلا أنها أغلقت أبوابها قبل سنتين، ومنذ ذلك الوقت لم أجد وظيفة مناسبة لي"، قبل أن يُضيف: "البطالة منعتني من التفكير بتكوين أُسرة، واليوم الغلاء يجعلني أشعر بإني بتّ عبئاً على عائلتي، الأوضاع النفسية صعبة، والأحلام مسروقة، فما معنى ان يتعلم الانسان ويرسم صورة مُشرقة للمستقبل ولكنه يصطدم بواقع مرير لا تلوح في أفقه بارقة أمل"؟

ومحمد واحد من مئات الشباب الذين تخرّجوا من الجامعات بمختلف الاختصاصات، وأصبحوا عاطلين عن العمل، فنزلوا الى الساحات والشوارع في الانتفاضة الشعبية في 17 تشرين الاول، رفعوا الصوت اعتراضاً، ولكن الاوضاع بقيت على حالها، حيث يقول الشاب الجامعي عاطف السنّ لـ"نداء الوطن": "نعيش اليوم قلق التخرّج في السنة الاخيرة، والخشية من فيروس "كورونا" والضائقة المعيشية والبحث عن فرص عمل، المستقبل يبدو قاتماً لجيل الشباب والخرّيجين، ولقمة العيش باتت صعبة في استمرار تعنت المسؤولين وعدم الاستجابة لمطالب الناس، في تحقيق العدالة والمحاسبة ووقف الفساد والهدر واعتماد مبدأ "الكفاءة لا الواسطات".

هواجس الناس في صيدا تكبر هذه الايام، بدأت تحركاتهم الاعتراضية تتدحرج وتشكّل شرارة لإيقاد شعلة الانتفاضة مُجدّداً، مصحوبة بالتداعيات السلبية لفيروس "كورونا" من جهة، وحلول شهر رمضان المبارك واحتياجاته الاضافية من جهة أخرى. ويؤكد الناشط في "حراك صيدا" عمر ترجمان لـ"نداء الوطن"، ان "فشل السلطة أوصلنا الى هذا الانهيار المخيف، والحكومة ليس في جعبتها اي خطة اجتماعية لتقديم العون للناس في منازلهم، نتيجة التعبئة العامة والحجر المنزلي ووقف الأشغال، والناس ليس لديهم القدرة الشرائية على الصمود في وجه هذه الأزمة، ولا رقابة على الاسعار والغلاء، وهناك مضاربة في اسعار الدولار لم يسبق لها مثيل، والسبب حاكم مصرف لبنان الذي يأخذ جزءاً من صلاحيات الحكومة". ويضيف: "إن مجموعات "حراك صيدا" عقدت اجتماعاً تنسيقياً ودرست الخطوات التي ستقوم بها للاحتجاج، لن نسكت بعد اليوم، ونرفض ان تتخذ السلطة فيروس "كورونا" حجّة للمماطلة والتسويف، سنوازي بين تصعيد الحراك وبين منع تفشّي الفيروس".

إغلاق وحراك

توازياً، لم يُخف مفتي صيدا وأقضيتها الشيخ سليم سوسان ان الجوع والفقر يدقان الأبواب، داعياً الميسورين الى مدّ يد العون ومساعدة العائلات الفقيرة، وقال في "رسالة رمضان": "نعيش في ظروف صعبة وفيها معاناة، من فقر وجوع وعوز وحاجة ومرض. والصيداوي لا يشحذ، ويخجل ان يطلب. فلتبحثوا عن هؤلاء ولتعطوا هؤلاء.. الذين أُرغموا على ترك اعمالهم واشغالهم ووظائفهم واصبحوا في بيوتهم لا يعرفون ماذا يفعلون وكيف يطعمون ابناءهم وزوجاتهم".

ميدانياً، دخل شهر رمضان اول ايامه، وبدت صيدا هادئة في الجمعة الأولى، بعدما تواصل إغلاق المساجد وتعليق صلوات الجماعة والجمعة، إلتزاماً بـ"التعبئة العامة" وحال "الطوارئ الصحية". وشهدت المدينة حركة خفيفة، وفتحت محال الصيرفة أبوابها، لكن بعضها إمتنع عن العمل إلتزاماً بقرار النقابة، في ظل التضارب في أسعار صرف الدولار. ودفع ارتفاع الاسعار والغلاء، الناشطين في "حراك صيدا" الى تنظيم وقفة احتجاج امام مصرف لبنان، ورشقه بالحجارة، فوقع إشكال مع القوى الأمنية، ادى الى سقوط عدد من الجرحى وتوقيف سبعة منهم، قبل أن يُطلق سراحهم بناء على اشارة النائب الاستئنافي في الجنوب رهيف رمضان.

وحدها المناطيد الضوئية الملونة كسرت رتابة المشهد في المدينة، احتفاءً بقدوم شهر رمضان التي أطلقتها جمعية كشافة لبنان المستقبل – مفوضية الجنوب تحت عنوان "هلّ هلالك يا رمضان"، من امام مسجد الحاج بهاء الدين الحريري عند مدخل صيدا الشمالي
تم نسخ الرابط