اخبار لبنان اخبار صيدا اعلانات منوعات عربي ودولي صور وفيديو
آخر الأخبار

ليلة الهجوم على المصارف كسرت المحرمات وذكرت بالحرب الاهلية في لبنان

صيدا اون لاين
لا يمكن تفسير ما حصل خلال ال24 ساعة الماضية في لبنان الا في اطار "البروفة" او تحضيرا للاتي من الايام الصعبة على كافة المستويات في حال استمر الوضع على ما هو عليه لجهة ارتفاع سعر صرف الدولار الذي وصل في السوق السوداء الى ما فوق ال4200 ليرة لبنانية .

ودولار اليوم لم يعد هناك من سقف محدد لجنوحه وارتفاع سعره مقابل الليرة اللبنانية ومواصلة صعوده.. ولا الى المدى الذي سيصل اليه في ظل عجز الحكومة عن فعل اي شيء وفي ظل ترك المصرف المركزي هذا الامر لحركة العرض والطلب لدى الصيارفة التي تتحكم بالتسعيرة مكتفيا باصدار التعاميم المتعاقبة ...

وبالتالي باتت الليرة اللبنانية وقيمتها الشرائية في "خبر كان"... ولم يعد لها من وزن يذكر في الاسواق الاستهلاكية والسوبر ماركت .. كما انه لم يعد باستطاعة المواطن تلبية ادنى متطلبات عائلته الغذائية والحياتيه والمعيشية اليومية من مأكل وكساء ومدارس وطبابة وغيرها .. وذلك بعد ان فقد الراتب الشهري لكل موظفي القطاع العام والخاص بما فيها القوى والاجهزة الامنية اية قيمة له .

هذا الامر ترجم في تلك الليلة بالهجوم على المصارف واحراق بعضها وتحطيم واجهات البعض الاخر منها من طرابلس حتى صيدا وقبلهما في صور.. وكان للمصرف المركزي وفروعه حصة وازنة من تلك الهجمات ..

امام هذا الوضع ومع تفشي ظاهرة البطالة وفقدان العمل على نطاق واسع.. لم يعد للمواطن من سبيل الا الخروج الى الشارع غير آبه بمخاطر جائحة "كورونا" مطالبا بحقه بالحياة وبتامين ادنى المتطلبات له ولعائلته من قوت وغذاء وملبس.. ولم يجد امامه من خصم وهدف له سوى المصرف المركزي والمصارف بشكل عام كونها وفق اعتقاده هي التي سببت وتتسبب بفقدان قيمة الليرة وارتفاع سعر صرف الدولار الى هذا الحد ..

عمليات كر وفر .. هجمات وهجمات مضادة بين المواطنين والجيش اللبناني استمرت حتى ما بعد منتصف الليل واسفرت بمجملها عن سقوط قتيل واعداد كبيرة من الجرحى بين المدنيين والعسكريين واضرار مادية في المصارف والممتلكات العامة والخاصة , اضافة الى احراق عدد من الاليات التابعة لقوى الامن الداخلي وتضرر اخرى تابعة للجيش .. مترافقة مع اقفال الطرقات وقطع الشرايين الرئيسية في العاصمة بيروت وفي المناطق.

هذا الامر بالشكل الذي حصل في ليلة الهجوم على المصارف كسر المحرمات التي كانت قائمة وذكر ببعض المشاهد من الحرب الاهلية في لبنان وحتى ان القاء قنابل المولوتوف لم يغب في تلك الليلة الطويلة .. حتى ان مشهد اليات قوى الامن وهي تحترق على الشاشات كان واضحا ومعبرا .. اضافة الى الحديث عن مندسين وطابور خامس ومشاغبين ..واطلاق نار من جهة غير الجيش او قوى الامن اضافة الى كلام عن مخربين ومستفيدين ومدفوعين وغير ذلك ؟..

كل هذا يشير الى ان الوضع الامني في لبنان ليس بخير وليس على ما يرام ؟. والمواطن ليس بخير ايضا وينام هائما على غير هدى ويعيش في قلق وتوتر دائمين من يومه وغده ومستقبله.. ولا الحكومة بخير وليس لديها ما تعطيه وتقدمه للناس سوى الامل ووعد بغد افضل بعد ان تسلمت مالية عامة وخزينة خاوية وفساد وهدر سببها عهود وحكومات وطبقة سياسية تعاقبت على مدى ثلاثة عقود .. ناهيك عن ان القوى الامنية هي ايضا من الناس وفي نهاية الامر يصيبها التعب والوهن ..

وفوق كل ذلك فان العالم كله مشغول عنا بمشاكله من وباء كورونا الى الاوضاع الاقتصادية وصولا الى تدني سعر برميل النفط .

وازاء ما تقدم لا يمكن وضع ما حصل ليلة البارحة الا في اطار "البروفة" والاستعداد للآتي .. الا اذا كان لدى الحكومة من "ترياق" تقدمه ومن علاج تعطية لكل اوجاع الناس حتى لو كان قطرة .. فهل ما زال الترياق موجودا بعد ان جفت تلك القطرة ونضبت؟.

اليوم استعادت الشوارع والطرقات والساحات بعضا من نبضها .. ولملمت المصارف على مضض ما حل بها من اضرار مادية بعد تلك الليلة المضنية من المواجهات بين المواطنين المحتجين والقوى الامنية والتي حولت المصارف المركزية الى ثكنات عسكرية ..
تم نسخ الرابط