إختر من الأقسام
آخر الأخبار
'صيدا تنتفض' تُطلق تحرّكاتها بمسيرة اليوم ولن تشارك غداً: لن نحيد عن بوصلة الانتفاضة الشعبية ولن ننجرّ لأجندة غير وطنية !
'صيدا تنتفض' تُطلق تحرّكاتها بمسيرة اليوم ولن تشارك غداً: لن نحيد عن بوصلة الانتفاضة الشعبية ولن ننجرّ لأجندة غير وطنية !
المصدر : محمد دهشة - نداء الوطن
تاريخ النشر : الجمعة ٢٩ حزيران ٢٠٢٤

حسمت مجموعات حراك "صيدا تنتفض" قرارها بعدم المشاركة في تحرّكات يوم السبت المقبل، نظرا لما تتضمنه من دعوات تُخالف المطالب التي رفعتها في انتفاضة تشرين الأول. وفي الوقت نفسه، قررت تمييز نفسها بإعادة الزخم الى التحركات الاحتجاجية ولكن مع الحفاظ على شعاراتها المطلبية وبتوقيت مختلف، وذلك من خلال تنظيم مسيرة اليوم (الجمعة) تنطلق من أمام فرع مصرف لبنان، وصولاً الى ساحة الثورة عند تقاطع ايليا، التي شكّلت المحطة الرئيسية لتلاقي المحتجّين.

وتمايز صيدا في تحرّكاتها الإحتجاجية يعود الى أسباب كثيرة، أبرزها توجيه الدعوة الى تظاهرة يوم السبت من "مجموعات مجهولة" ترفع شعارات لم تكن في صلب المطالب الشعبية التي رُفعت في انتفاضة تشرين، لجهة "حصر السلاح بيد الدولة" بمعنى نزع سلاح "حزب الله" ورفض "الدويلة ضمن الدولة" وغيرها، ما يُؤشّر الى تغيير جذري في الأهداف، ناهيك عن الإنتخابات النيابية المبكرة، ما يعني إنتاج ذات السلطة التي تتحكّم بمفاصل البلاد من دون أي تغيير، بينما إجماع ناشطيها يؤكّد "أن صيدا لن تحيد عن بوصلة الانتفاضة الشعبية، ولن تنجرّ او تُستدرج مع من يحاول حرفها عن أهدافها الحقيقية خدمة لأجندة غير وطنية، والقاعدة "أن مفتاح النجاح يكمن بإبعاد السياسة عن الثورة التي أشعلتها أساساً الأوضاع المعيشية المُزرية".

رفض وتمايز

ويؤكد الناشط عمر ترجمان لـ"نداء الوطن" أن حراك "صيدا تنتفض" قرّر عدم المشاركة في تظاهرة يوم السبت، لأنّ المطالب المرفوعة بعيدة كل البعد عن مطالب انتفاضة تشرين، مُشيراً الى "أن الشعارات المرفوعة فيها باتت سياسية أكثر منها اجتماعية واقتصادية مطلبية"، مُضيفاً: "لا نوافق على الدعوة الى انتخابات نيابية مبكرة من دون إقرار قانون انتخابي عادل يضمن صحة التمثيل، ويقوم على النسبية والدائرة الانتخابية الواحدة بعيداً من القيد الطائفي، فإجراء انتخابات نيابية مبكرة وفق نفس القانون، وبالمعطيات الموجودة وفي ظلّ حكومة كهذه، لن يكون سوى طريق لإعادة الشرعية إلى قوى السلطة، فضلاً عن أننا نرفض الدعوة الى حصر السلاح في يد الدولة راهناً، مُتسائلاً عن أي دولة نتحدّث لحصر السلاح بيدها؟ الدولة التي نُريد إسقاطها بتحرّكاتنا الاحتجاجية وإحداث التغيير، وهل قامت بواجبها نحو مواطنيها وهل استمعت الى مطالب الساحات؟ الدعوة تحمل طابعاً سياسياً الى سلاح ما زال يُشكّل عنصر قوة وردع في معادلة لبنان في مواجهة الإعتداءات الإسرائيلية". ورفض ترجمان القول إن هناك خلافات في الساحات، وأضاف: "مجموعات الحراك لم ترفع هذه المطالب السياسية، بل الإقتصادية والإجتماعية والإصلاحية من أجل قضاء مستقلّ وحكومة إنتقالية وقيام دولة مدنية مقاومة، تقوم على العدالة والمساواة الاجتماعية، ووقف الهدر والفساد واستعادة الأموال المنهوبة ومُحاسبة المرتكبين".

بينما قالت الناشطة المربّية ايمان حنينة لـ نداء الوطن": "ما زالت صيدا على ثوابتها الوطنية سابقاً وحاضراً مع كل الشرفاء الذين ملأوا الساحات منذ انتفاضة 17 تشرين الأول، بالرغم من كل محاولات سرقة الإنتفاضة وشعاراتها من قبل الانتهازيين وشركاء السلطة، بغية تحقيق أهداف دولية وإقليمية مشبوهة، ولو غنموا من السلطة لما نزلوا"، مضيفة: "إزاء ثوابتنا، تبرز السلطة ثابتة على نهج المحاصصة والمحسوبيات والتقاسم الحزبي ـ الطائفي، والسعي نحو بيع آخر مقدّرات الوطن، فمن نهب وكسب يرفض أن يُسهم في منع الإنهيار، في حين أن مطلبنا واضح "من غنم في السابق يجب أن يدفع اليوم".

تساؤلات وردّ

يتوقّف الناشطون في حراك "صيدا تنتفض" باهتمام بالغ، ليس فقط عند الشعارات المرفوعة في دعوة السبت، وانما في تاريخها أيضاً في 6 حزيران، وهو ذكرى الإجتياح الإسرائيلي للبنان في العام 1982، والذي أنتج لاحقاً المقاومة الوطنية والإسلامية التي حرّرت الأرض ودحرت الإحتلال في أيار 2000 من دون قيد أو شرط، مُتسائلين: هل هذه مصادفة أم أنها تحمل في طياتها رسائل مشبوهة، خصوصاً وأن صيدا كانت من أول المدن التي قاومت الإحتلال الإسرائيلي ودفعت اثماناً غالية وقدّمت الشهداء والجرحى، ومن غير المعقول أن تسير بنزع سلاح المقاومة وفي ذكرى الاجتياح، فيما المكوّنات السياسية والاهلية والشعبية والمجتمعية معروفة بتوجّهاتها ومن الأساس ميّزت نفسها عن معظم الشعارات التي طُرحت في بقية الساحات، مع الحفاظ على حضاريتها وسلميتها.

وكانت "صيدا تنتفض" عقدت أكثر من اجتماع لمكوّنات الحراك، ناقشت خلاله إعادة انطلاق التحرّكات الشعبية. ومع بروز دعوة إلى التحرّك، تقرّر عدم الدخول في سجالات حول من يقف خلف دعوة السبت، لكنّ العنوان العريض للتحرّك والتغطية الإعلامية الكبيرة التي يحظى بها والتي قد تُركّز على هذا المطلب دون سواه، أو طرف دون آخر، يجعلنا حذرين من الإنجرار وراء هذه الدعوة وإعطاء زخم قد يُستغلّ إعلامياً في غير موضعه.


عودة الى الصفحة الرئيسية