اخبار لبنان اخبار صيدا اعلانات منوعات عربي ودولي صور وفيديو
آخر الأخبار

وداعا ... خال - بقلم خالد الغربي

صيدا اون لاين

غادرنا إلى رحاب ربه "الخال" حمزه البزري بعد مسيرة نضال وطني واجتماعي حافلة بالعطاء وميزت صاحبها بخصال وشمائل انسانية متعددة.
والخال ... قريب من الجميع ومحب، وهو وجه حبيب، دائم البسمة، لطيف المعشر، صاحب قلب طفولي وصديق صدوق، لا ينتظر منك أن تذكره أو تزوره فهو دائم الحضور بروحه المفعمه بالقيم والأخلاق، وهو الوفي في زمن قلّ فيه الاوفياء.

ما أكثر المتحاملين على "الخال" حمزه البزري، بمزايداتهم التي لاترحم، لكن صاحب القلب الواسع بقي عزيزاً متسامياً عن الأحقاد والغرائز، فلا لانت له قناة ولم تفتر همته ولم يتزعزع إيمانه بخدمة الناس وانحيازه لبسطاء صيدا.

هو صاحب قضية، قضية الإنسان وإعلاء شأنه في مواجهة القهر الاجتماعي وشظف العيش في بلد أجاد نظامه السياسي والاقتصادي والأمني (ومازال)  استخدام أبشع ادوات التنكيل والعنت والاستبداد لقتل الشعب وأكل لحمه دون أدنى وازع.

قضيته، قضية وطن يجب أن تسوده العدالة كي يستحق الحياة والبقاء.
قضيته قضية فلسطين وتحريرها ومناصرة شعبها، ولذلك أقام علاقات نضالية وثيقة مع قادة مقاومتها وعلى رأسهم القائد أبو علي سلامة وآخرين وقد كلفه الشهيد الكبير معروف سعد بمهام في الأردن.

الخال "حمزه"، حدد خياراته وبقوة، إلى جانب الناس المقهورين فكان أحد "العتاولة" الذين قامت على اكتافهم مؤسسة معروف سعد الثقافية الخيرية الاجتماعية، ملازماً إبن شقيقته الراحل الكبير مصطفى معروف سعد في أدق المراحل واخطرها، فيوم غير كثيرون وجوههم وجلودهم، بقي على قناعاته، وكاد أن يكون شهيدا هو وزوجته وبناته في ذاك الإنفجار اللعين الذي دبره العدو الاسرائيلي وميليشيا القوات اللبنانية ومخابرات حكم الفاشي أمين الجميل للقضاء على رمز المقاومة الوطنية اللبنانية مصطفى سعد، ورغم إصابته البالغة رفض الخال حمزة اسعافه قبل إخراج كل المصابين والجرحى من المنزل المدمر ، انه الأكثر ايثارا.
وكانت عينتا ابنتيه آمنة (التي رحلت عنا قبل سنوات) ومنى التي اقتلعها الإنفجار من وجهيهما تشعان أملا ويقظة لطموحات جيلنا.
حمزه وعائلته عمّدوا وطنيتهم وكرسوها بالدم والعيون المقتلعة من صبوة الوجه الصبوح، انتماءً وطنياً وفي مواجهة الاحتلال.
سلام على روحك خال حمزه وإلى جنات الخلد.

تم نسخ الرابط