عزلة نتنياهو... هل تجبره على وقف الحرب؟

وضع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الأربعاء، جملة شروط لإنهاء الحرب على غزة، منها "نفي قادة حركة حماس" خارج القطاع، وتنفيذ خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب الخاصة بتهجير الفلسطينيين، مشيراً إلى أن كل أجزاء القطاع ستكون في النهاية تحت السيطرة الإسرائيلية. وقال نتنياهو خلال مؤتمر صحافي في القدس، وهو الأول منذ قرابة 5 أشهر، إن "هناك 20 محتجزاً على قيد الحياة في غزة، وما يصل إلى 38 محتجزاً قد لقوا حتفهم"، وزعم أن لدى إسرائيل "خطة منظمة جداً لتحقيق أهداف حرب غزة"، مضيفاً أن "للحرب غاية واضحة ومبررة". وأعرب رئيس الوزراء الإسرائيلي عن استعداده لـ"إنهاء الحرب بشروط وهي: عودة جميع المحتجزين، ونفي قادة حماس، وخلو القطاع من السلاح، وتنفيذ خطة ترامب والتي بموجبها يُسمح لسكان غزة الذين يرغبون بالخروج أن يغادروا".
في المقابل، رفضت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) "شروط نتنياهو وإملاءاته"، مشددة على أنها لن تتخلى عن سلاح المقاومة. وقالت ان تصريحات نتنياهو التي أقر فيها باستئناف الحرب، تؤكد نيته إحباط المسار التفاوضي وتدمير فرص الإفراج عن الأسرى.
على الضفة الإسرائيلية، اندلعت احتجاجات في تل أبيب رفضًا لتصريحات نتنياهو بشأن حرب غزة. وقام العشرات بقطع شارع أيالون الرئيسي والاعتصام وسط الطريق. اما سياسيا، فاعتبر زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد، الأربعاء، أن "نفاد صبر" الرئيس الأميركي دونالد ترامب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يلحق "ضرراً كبيراً" بعلاقات إسرائيل الخارجية.
والى الامتعاض الاميركي من أداء نتنياهو في غزة، تزداد الضغوط الأوروبية على إسرائيل، حيث هددت بريطانيا وفرنسا وكندا بفرض عقوبات على إسرائيل إذا استمرت في حربها على قطاع غزة. كما أعلنت بريطانيا الثلاثاء، إلغاء مفاوضات اتفاق تجارة حرة مستقبلي مع إسرائيل، واستدعاء سفيرتها في لندن، فضلاً عن فرض عقوبات على عدد من المستوطنين.
نتنياهو يبدو إذا محاصرا من كل حدب وصوب ولم يعد يجد حليفا له لا في الداخل ولا في الخارج، بحسب ما تقول مصادر دبلوماسية لـ"المركزية". الشعب الإسرائيلي ضده في قراره المضي قدما في الحرب على غزة، المعارضة الإسرائيلية تواجهه، ترامب ممتعض منه، الدول الاوروبية باتت تدرس خيار معاقبته. هذا الواقع الصعب، تتابع المصادر، يحاول نتنياهو اليوم تجاهله وإظهار نفسه غير مبال به، لكن في الحقيقة لن يتمكن من الصمود في وجه هذه الموجة منفردا لفترة زمنية طويلة، وهو يعرف ذلك جيدا. انطلاقا من هنا، تتوقع المصادر ان يرضخ تدريجيا لإدخال المساعدات الى غزة أولا وللعودة الى المفاوضات ثانيا ولوقف الحرب ثالثا وتسهيل التسوية للصراع الفلسطيني الإسرائيلي اخيرا، تختم المصادر.