اخبار لبنان اخبار صيدا اعلانات منوعات عربي ودولي صور وفيديو
آخر الأخبار

في خضم الحرب... ماذا عن المساعدات الدولية للبنان؟

صيدا اون لاين

في ظل الانشغال الدولي بالحرب الدائرة بين إسرائيل وإيران، تتزايد المخاوف في الأوساط الاقتصادية من أن يجد لبنان نفسه مجددًا على هامش الاهتمام الدولي، خصوصًا على مستوى المساعدات والقروض المنتظرة لإنعاش اقتصاده المتعثّر.
وفي هذا الإطار، حذر خبراء اقتصاديون من احتمال أن تُمنح الأولوية في التمويل والتعويضات لإسرائيل، تمامًا كما تحوّلت سابقًا بوصلة الدعم الدولي نحو سوريا بعد سقوط النظام، الأمر الذي قد ينعكس سلبًا على فرص لبنان في تحصيل الدعم المالي اللازم لتجاوز أزمته الخانقة.
لكنّ الخبير الاقتصادي أنطوان فرح بدا أكثر تريثًا، إذ اعتبر في حديث إلى "ليبانون ديبايت" أن "من المبكر الجزم بتأثر المساعدات أو القروض الدولية المخصصة للبنان، نتيجة التركيز الدولي على تداعيات الحرب في أماكن أخرى كإسرائيل"، مشيرًا إلى أن لبنان لا يزال حتى اللحظة ضمن ما يُعتبر "منطقة آمنة"، ولم يُسجَّل أي تراجع فعلي في التزامات المجتمع الدولي.
وكشف فرح عن زيارة أجراها مؤخرًا وفد من البنك الدولي إلى لبنان، لمتابعة ملفات المشاريع الممولة مسبقًا والتي لا تزال متوقفة، معتبرًا أن هذه الخطوة تؤشر إلى استمرار الحماسة الدولية لدعم لبنان، وإنْ بقي ذلك مشروطًا بـ "الجدية اللبنانية" في المتابعة والتنفيذ.
وشرح فرح أن المساعدات المنتظرة للبنان تنقسم إلى نوعين:
الأول، مرتبط بصندوق النقد الدولي، ولا يزال خارج نطاق التأثر بالتطورات الإقليمية.
الثاني، مصدره الدول المانحة التي يُتوقع أن تضخ تمويلًا بعد توقيع اتفاق مع صندوق النقد، وهي لا تزال تُبدي اهتمامًا بالوضع اللبناني، نظرًا لأن حجم المساعدة المطلوبة لا يُقارن بما قد يُرصد لدول أخرى كسوريا، في حال توسعت رقعة النزاع.
وفيما أقرّ بإمكانية حصول تأخير في صرف المساعدات، رأى فرح أن السبب الرئيسي يكمن في بطء الأداء اللبناني، لا في انكفاء المجتمع الدولي. ولفت إلى أن انشغال بعض المؤسسات بمتابعة تطورات الحرب قد ينعكس تباطؤًا إداريًا، لكنه لا يعني تراجعًا عن الدعم.
وعن السيناريو الأسوأ، أي استمرار الحرب لفترة طويلة، رأى فرح أن "لبنان سيبقى ضمن دائرة الدول المؤهلة للدعم، شرط الالتزام بالإصلاحات المطلوبة دوليًا، بدءًا بتنفيذ القرار 1701 وضبط السلاح، وصولًا إلى معالجة الفجوة المالية ووضع خطة تعافٍ قابلة للتنفيذ".
وختم بالإشارة إلى أن لبنان "لم يخسر مساعداته لصالح سوريا كما يُشاع، بل خسر فرصة أن يكون منصة لإعادة إعمارها، وهي فرصة لا تزال ممكنة إن قرر اتخاذ الخطوات اللازمة والتأهّب لهذا الدور".

تم نسخ الرابط