اخبار لبنان اخبار صيدا اعلانات منوعات عربي ودولي صور وفيديو
آخر الأخبار

سيناريوهات ثلاثة امام لبنان بعد قمة شرم الشيخ

صيدا اون لاين

اختتمت ​قمة شرم الشيخ​ للسلام فعالياتها وسط تطلعات إقليمية لإنهاء ​الحرب على غزة​ وإعادة رسم خريطة الاستقرار ليس فقط في هذا القطاع، انما في الشرق الأوسط ككل. لكن بينما كانت الأضواء موجهة نحو غزة والتسويات الفلسطينية، كان لبنان ينظر بترقب ويجري الحسابات لمعرفة الخطوة المقبلة التي ينتظرها والتوجه الأميركي الحقيقي تجاهه، وبالتحديد بعد ما اعلنه الرئيس الأميركي دونالد ترامب من قلب الكنيست الإسرائيلي ورسائله الواضحة بشأن مستقبل بلد الأرز، والمعادلة الجديدة التي تضع ​حزب الله​ في دوامة ما يتم التخطيط له في انتظار تنفيذه.


وفي هذه النقطة تحديداً، بدا أن ترامب جاداً في الحديث عن دعم رئيس الجمهورية العماد ​جوزاف عون​ في سعيه لنزع سلاح حزب الله، ولم يتطرق هذه المرة الى الضغط الاقتصادي او المادي، بل رسالة حادة تقول إن عصر حزب الله كقوة عسكرية مستقلة قد انتهى، وكلامه عن ان "خنجر حزب الله على عنق إسرائيل قد انتهى"، عبارة تعكس انتصاراً في الحسابات الاستراتيجية الأميركية بأن محور المقاومة قد "انكسر". لبنان من جهته، لا يزال يسير على خيط رفيع: تفادي الحرب الاهلية، وارضاء الاميركيين ومن خلفهم بقية الدول العربية والغربية، وربما هذا كان الدافع الرئيسي لاطلاق عون كلامه بالأمس عن امكان حصول مفاوضات مع إسرائيل مشابهة لتلك التي حصلت ابّان ترسيم الحدود البحرية، أي بشكل غير مباشر، ولكن لا يبدو ان الرئيس اللبناني اخذ في الاعتبار ان الظروف التي كانت سائدة في ذلك الوقت، انقلبت وتغيرت كلياً حالياً.


في خضم هذه المواقف عاد "لسان إسرائيل في مجلس الشيوخ الأميركي" أي السيناتور الجمهوري ليندسي غراهام للتهديد الضمني مجدداً، بوجوب نزع سلاح الحزب قبل أي خطوة أخرى، اكانت دبلوماسية ام سياسية ام اقتصادية ام اعمارية... ما يوحي مرة أخرى، ان الاميركيين غير مهتمين بما سيحصل في لبنان، ما دام سيسلّمهم سلاح حزب الله، بطريقة او بأخرى.

في المقابل، وفيما تتصاعد وتيرة الكلام العلني للحزب عن تمسكه بسلاحه، تفيد معطيات العديد من المصادر السياسية ان الواقع اكثر منطقية، أي بمعنى آخر، فإن الحزب بات يعي حجم الضغط الإقليمي والدولي عليه، مع فقدان الاساسات التي ارتكز عليها في المنطقة، وفي مقدمها سوريا، والوضع الصعب الذي تعيشه ايران، إضافة الى الاتفاق في غزة، والذي كان أساس الازمة في المنطقة بشكل عام وفي لبنان بشكل خاص، بعد فتح جبهة الاسناد، اذ انتفت ذريعة هذه الجبهة، وبقيت مسألة حل المشاكل الحدودية مع إسرائيل التي كانت قائمة قبل "طوفان الأقصى" (زادت تعقيداً بعد هذه العملية). لكن هذا اللين يبقى محدوداً، فالحزب لن يستسلم بسهولة، بل يبحث عن "حل ينقذ ماء الوجه"، كما تتفق مختلف المصادر على وصفه، ولكن يبقى هذا الامر هو الأصعب، لانه سيكرّس مرحلة جديدة من مسيرته، تخلع معها البزة العسكرية، ويكتفي بالبزة السياسية التي يجب ان يحصل فيها على ضمانات معينة.
وبالتالي، وفق المنظور التحليلي للمصادر، فإن لبنان يقترب من واحد من ثلاثة سيناريوهات:

-الأول هو التسوية المرحلية: حوار لبناني داخلي قد يؤدي إلى خفض تدريجي لسلاح الحزب مقابل ضمانات سياسية وأمنية.

-الثاني هو التصعيد: فشل المفاوضات وتدخل خارجي قد يفرض شروطاً أقسى.
الثالث، وهو الأقل احتمالاً: استقرار موقت يحافظ على الوضع الراهن لكن مع تراجع تدريجي للنفوذ الحزبي، أيّ بتعبير آخر "إدارة للازمة" الى ان يحين وقت الحسم.

في كل الأحوال، وبعد مشهد شرم الشيخ، يقف لبنان أمام اختيار صعب، فإما أن يجد صيغة توازن حقيقية بين استقراره الداخلي والضغوط الخارجية، أو أن يترك الأحداث تجرفه، والوقت وحده كفيل بحسم جدلية وضع العربة قبل الحصان ام العكس

تم نسخ الرابط