اخبار لبنان اخبار صيدا اعلانات منوعات عربي ودولي صور وفيديو
آخر الأخبار

نواف سلام في صيدا: رسائل سياسية من بوّابة الجنوب إلى كلّ لبنان

صيدا اون لاين

أمضى رئيس مجلس الوزراء نواف سلام يومًا صيداويًا بامتياز، بعد مرتين من التأجيل؛ الأولى خلال شهر رمضان المبارك، والثانية خلال مهرجانات صيدا السياحية، بسبب تطوّر العدوان الإسرائيلي على الجنوب. وقد حملت زيارته أكثر من رسالة وباتجاهات مختلفة في توقيتها.

وتؤكّد مصادر صيداوية لـ "نداء الوطن" أنه لا يمكن فصل سياق زيارة الرئيس سلام عن التوتر السياسي الداخلي بعد الإساءات التي طالته في سياق أحداث "إضاءة الروشة"، فجاءت الزيارة بطابع رسميّ رمزيّ، غير أن أهميتها تكمن في إعادة الاعتبار إلى مدينة صيدا، بوّابة الجنوب وثالث المدن السُّنية في لبنان، وتثبيت دورها الوطني، ولا سيّما في ظلّ تغييبها عن التعيينات الإدارية والوظائف العامة.

وعلى خلفية هذه الرؤية، أطلق الرئيس سلام رسائله الأربع الشهيرة، الأولى منها من سراي صيدا الحكومي، حيث التقى محافظ الجنوب ورؤساء الدوائر والمصالح الرسمية، وأكد فيها مضي الدولة في التزامها بإعادة إعمار الجنوب وعودة الأهالي وإطلاق سراح الأسرى في السجون الإسرائيلية.

وقال: "أمام غطرسة إسرائيل واستمرار احتلالها مواقع في جنوبنا، وانتهاكها سيادتنا، وتملّصها من التزاماتها، تواصل الحكومة حشد الدعم السياسي والدبلوماسي، الإقليمي والدولي، لإلزام إسرائيل تنفيذ ما عليها من التزامات، ووقف اعتداءاتها المتكرّرة على أراضينا وأجوائنا ومياهنا، والانسحاب الكامل من جنوبنا، والإفراج عن أسرانا".

وأضاف: "كونوا على ثقة أن حكومتنا مصرّة على التمسّك بحق كلّ اللبنانيين، ولا سيّما أبناء الجنوب والبقاع والضاحية، بالعودة الكريمة إلى بيوتهم ومنازلهم وإعادة إعمارها، وهي تعتبر أن حق العودة والإعمار هذا ليس منة من أحد، بل هو التزام وطني. إن المنطقة تعيش على وقع تحوّلات تاريخية كبرى تتجاوز حدود الجغرافيا، إذ إنها تبدّل موازين القوى وتعيد رسم خرائط المصالح. وهذه التحوّلات تفتح آفاقًا جديدة للاستقرار كما تنذر بمخاطر وتحدّيات لا تقلّ جسامة".

أما الرسالة الثانية، فجاءت من بلدية صيدا، حيث وجه فيها التحيّة إلى الشعب الفلسطيني اللاجئ في لبنان، معتبرًا "أن صيدا كانت وما زالت حضنًا دافئًا للإخوة الفلسطينيين الذين لجأوا إليها في نكبتهم، فوجدوا فيها المأوى والأمان".
وأكد أن "مخيم عين الحلوة ليس مجرّد مساحة جغرافية، بل ذاكرة حيّة للوجع الفلسطيني ولتاريخنا العربي المشترك. فلقد احتضنت صيدا الفلسطينيين لا كضيوف، بل كشركاء في المعاناة كما في الكرامة، وأثبتت أن لبنان وإن لم يكن كبيرًا في مساحته، فهو كبير في إنسانيّته". مذكّرًا بأن البيان الوزاري لحكومته التزم الحفاظ على كرامة الفلسطينيين المقيمين في لبنان وعلى حقوقهم الإنسانية، بالتلازم مع تأكيد حق الدولة اللبنانية في ممارسة كامل سلطتها على أراضيها كافة، ومن ضمنها المخيّمات الفلسطينية.

أما الرسالة الثالثة، فتناولت الإنماء المتوازن في المناطق، ومن بينها صيدا التي تحتاج إلى دعم مشاريعها الإنمائية والخدماتية وحلّ مشكلة النفايات. وقال: "إن دعم صيدا إنمائيًا ليس تفضلًا من أحد، بل واجبًا وطنيًا. وزيارتي اليوم هي للتأكيد أن التنمية ليست شعارًا بل التزامًا فعليًا ستعمل الحكومة عليه خطوةً خطوة. وزيارتي لصيدا هي أيضًا امتداد طبيعي لاهتمامنا بالجنوب، فأول زيارة لي بعد تشكيل هذه الحكومة كانت لصور والخيام والنبطية. يومها قلت وأكرّر اليوم، متوجهًا من صيدا إلى كل أهلنا في الجنوب، إن العودة والإعمار توأمان لا يفترقان، وهذا التزام ثابت مني ومن الحكومة. لكن الصراحة تقتضي الاعتراف بأن ما كنا ننتظره من مساعدات لإعادة الإعمار قد تأخر لأسباب لم تعد تخفى على القاصي والداني، لكن هذا لن يثنينا عن الاستمرار في السعي الدؤوب مع أشقائنا وأصدقائنا لعقد مؤتمر دولي يهدف إلى تأمين التمويل اللازم لإعادة الإعمار والعودة الآمنة والمستدامة لأهلنا إلى قراهم وبلداتهم الجنوبية المدمّرة".

أما الرسالة الرابعة، فكانت تأكيد الالتزام بحصر السلاح بيد الدولة كما جاء في خطاب القسم لفخامة الرئيس وفي البيان الوزاري لحكومته. وقال سلام: نحن ملتزمون أيضًا مسيرة الإصلاح في كل مجالاتها: المالية، والإدارية، والقضائية. فالدولة لا تُصلح بالشعارات، بل بإرادة واضحة ومؤسسات فاعلة وقوانين تُطبّق على الجميع دون تمييز. فلا أحد يجب أن يبقى فوق القانون، والدستور هو الكتاب، على حدّ قول الرئيس الراحل فؤاد شهاب، الذي نحتكم إليه في حلّ خلافاتنا. فبه وحده نحمي الحريات العامة، ونصون المساواة المواطنية، ونحفظ وحدة الدولة ونحمي أمن البلاد. فلنكمل مسيرة الإصلاح معًا، ولنعمل أيضًا على التمسّك بديمقراطيتنا وتجديد حياتنا السياسية، فنُجري الانتخابات النيابية في موعدها ولا نقبل بأي تأجيل لها".

تم نسخ الرابط