اخبار لبنان اخبار صيدا اعلانات منوعات عربي ودولي صور وفيديو
آخر الأخبار

تل أبيب تفضل المسار الحالي... ماذا عن بيروت؟!

صيدا اون لاين

على وقع إستمرار ​إسرائيل​ في رفع مستوى وتيرة الإعتداءات اليومية التي تقوم بها، يبقى ​لبنان​ في موقع المنتظر لما تحمله الأيام المقبلة من تطورات، خصوصاً على مستوى الموقف الأميركي، في ظل تعدد السيناريوهات التي تتحدث عن إحتمال أن تبادر تل أبيب إلى شن عملية موسعة ضد "​حزب الله​"، بعد أن تعمدت، في الآونة الماضية، تسريب العديد من التقارير التي تشير إلى أن الحزب يعمل على إستعادة قوته.


من حيث المبدأ، ما تقوم به إسرائيل، في المرحلة الراهنة، يوحي بأنها قد تبادر إلى العملية الموسعة في أي لحظة، بالرغم من الكثير من علامات الإستفهام التي تُطرح حول مصلحتها في ذلك، طالما أنها، ضمن المستوى الحالي من العمليات العسكرية، تحقق ما تراه ضرورياً لها، من دون أي كلفة، في حين أن الذهاب إلى ما هو أبعد قد لا يبقي الأمور ضمن المسار الراهن، أي الذي يلتزم فيه الحزب بعدم الرد.


في هذا السياق، تشير مصادر سياسية مطلعة، عبر "النشرة"، إلى أن لبنان الرسمي يتعامل مع التطورات بالكثير من القلق، خصوصاً أنه يدرك حجم التداعيات التي قد تترتب على أي عدوان شامل من قبل إسرائيل، التي تشعر بأنها قادرة على تنفيذ ما تريد على مستوى المنطقة برمتها، ولذلك يستمر السعي إلى تجنب هذا السيناريو مهما كان الثمن، من خلال تقديم مبادرات تصب في إطار تكريس التهدئة، من أجل الذهاب إلى المعالجة الهادئة في مرحلة لاحقة.

في المقابل، تلفت المصادر نفسها إلى أن تل أبيب لا يبدو أنها في وارد المساعدة في هذا المجال، حيث تتجاهل كل الدعوات إلى وقف الإعتداءات التي تقوم بها، بالرغم من أن بيروت كانت قد أعلنت رغبتها بالذهاب إلى التفاوض المباشر في حال حصول ذلك، لكنها ترى أن الأخطر أن واشنطن، التي تعتبر الضامن الأساسي لإتفاق وقف إطلاق النار، تتبنى وجهة النظر الإسرائيلية، وبالتالي هي لا تقوم بأي دور مساعد.

هذا الواقع، يفتح الباب أمام طرح الكثير من الفرضيات حول المسار، الذي من الممكن أن تذهب إليه الأوضاع على الجبهة اللبنانية، خصوصاً أن إسرائيل، منذ توقيع إتفاق وقف النار، تظهر رغبة واضحة في إبقاء أبواب الحرب مفتوحة على كافة الإحتمالات، منتظرة أي خطوة من الممكن أن يقدم عليها "حزب الله".

على هذا الصعيد، ترى المصادر السياسية المتابعة، عبر "النشرة"، أن الحزب بدوره يدرك هذا الواقع، ما يبرر المواقف التي صدرت عن أمينه العام الشيخ نعيم قاسم، أول من أمس، الذي أظهر توجهاً بتحمل الضربات التي لا يزال يتعرض لها، في مقابل إعلان الإستعداد لمواجهة أي عدوان قد يفرض عليه من قبل تل أبيب، من منطلق العودة إلى التصنيف الأصلي لوضعه، أي أنه حركة مقاومة تقوم بدور دفاعي.
بالنسبة إلى المصادر نفسها، هذا التوجه قد يلعب دوراً مساعداً في منع إسرائيل من الذهاب إلى العدوان الشامل، لكنه لا يلغي فرضية أن تبادر هي إلى ذلك، إنطلاقاً من الرؤية التي تقدمها عن سعي الحزب إلى إعادة بناء قوته، بالإضافة إلى عدم مبادرة السلطة اللبنانية إلى معالجة واقعه العسكري، التي بدورها قد تجد نفسها، في المرحلة المقبلة، أمام موجة جديدة من الضغوط الخارجية، في حين بات من الواضح ربط تقديم أي مساعدات لها بالخطوات التي من الممكن أن تذهب إليها في هذا الملف.

في المحصلة، ترى هذه المصادر أن تل أبيب لا تزال، في المرحلة الحالية، تفضل مسار إبقاء الأمور مفتوحة على كافة الإحتمالات في العلاقة مع لبنان، طالما أن ذلك لا يشكل أي تهديد لها، لكنها بالتزامن تلفت إلى أن ذلك قد يعزز خيار التوترات الداخلية، لا سيما إذا ما إرتفعت الضغوط الخارجية بشكل أكبر، في ظل وجود العديد من الملفات المحلية التي لا تزال عالقة، أبرزها الخلاف المستمر حول قانون الإنتخاب، الذي بات يهدد الإستحقاق نفسه.

تم نسخ الرابط