اخبار لبنان اخبار صيدا اعلانات منوعات عربي ودولي صور وفيديو
آخر الأخبار

بالصور: صيدا وبحرها وقلعتها تُشارك صيدون التاريخية افتتاح حديقتها المائية

صيدا اون لاين
مبتهجاً بدا بحر صيدا مساء أمس بأجواء الفرح التي ارتسمت على صفحات أمواجه لوحات معبرة من الألعاب المائية وهي تتشارك وقلعتها التاريخية وجزيرتها وقائع الاحتفال، برعاية قائد الجيش العماد جوزيف عون، بحدث بيئي في مضمونه، سياحي بأهدافه، وطني بعنوانه تمثل بالإطلاق الرسمي للحيّد البحري الأول من حجمه على الحوض الشرقي للمتوسط والذي يحمل اسم "حديقة صيدون المائية"، بهبة من قيادة الجيش اللبناني عبارة عن ست دبابات وأربع ناقلات جند قديمة العهد تم إنزالها في أعماق بحر صيدا، خلف جزيرتها، لتكون موئلاً للحياة البحرية بكل أشكالها وتنوّعها ومركز استقطاب سياحي لهواة ومحبي الغطس.

حديقة صيدون المائية التي أهداها رئيس بلدية صيدا محمد السعودي لأرواح شهداء الجيش باتت إلى جانب جزيرة صيدا أو "الزيرة" صلة وصل وتواصل وتفاعل ثقافي وحضاري بين صيدون الفينيقية ابنة الستة آلاف عام وصيدا الحديثة ابنة القرن الحادي والعشرين، وتواصل وتفاعل سياحي بين الأخيرة وباقي المناطق اللبنانية ورسالة انفتاح على العالم أجمع.. وقبل هذا كله رسالة وفاء متبادلة بين صيدا وجيش الوطن ستبقى محفورة على صخور جزيرتها وعميقاً في قلب بحرها كما في قلوب أبنائها. 

ورعى قائد الجيش العماد جوزيف عون مُمثلاً بنائب رئيس الأركان العميد الركن خليل يحيى، حفل افتتاح «حديقة صيدون المائية» الذي أقامته جمعية أصدقاء زيرة وشاطئ صيدا بالتعاون مع بلدية المدينة في قلعة صيدا البحرية لمناسبة تدشين الحديقة المائية التي تم إرساؤها بعتاد حربي قديم قدمته قيادة الجيش هبة لبلدية صيدا ودعماً لمشروع بيئي سياحي عام تقوم به جمعية أصدقاء زيرة وشاطئ صيدا ونقابة الغواصين المحترفين. وقوام هذه الحديقة ست دبابات وأربع ناقلات جند قديمة العهد، حيث بدأت تلك الآليات التي أغرقت في محيط الزيرة، تستقطب محبي وهواة الغطس من مختلف المناطق وتُساهم في تجدد الحياة البحرية بكل تنوعها فتُشكل جاذباً للأسماك ولتكاثر الشعب المرجانية.

تقدم حضور افتتاح الحديقة المائية الرئيس فؤاد السنيورة، النائبان بهية الحريري وميشال موسى، ممثل وزير الأشغال العامة والنقل يوسف فنيانوس مدير عام النقل عبد الحفيظ القيسي، ممثل وزير الثقافة غطاس خوري مدير عام الآثار سركيس خوري، ممثل المطران ايلي حداد الأب جهاد فرنسيس، رئيس بلدية صيدا محمد السعودي، نائب رئيس المكتب السياسي للجماعة الإسلامية بسام حمود، منسق عام تيار المستقبل في الجنوب ناصر حمود، قائد منطقة الجنوب العسكرية العميد الركن جميل سيقلي، ممثل رئيس فرع مخابرات الجيش في الجنوب العميد الركن فوزي حمادة رئيس مكتب مخابرات صيدا العميد ممدوح صعب، قائد منطقة الجنوب الإقليمية في قوى الأمن الداخلي العميد سمير شحادة، المدير الإقليمي للأمن العام في الجنوب الرائد علي قطيش، السفير عبد المولى الصلح، وممثلو الرعاة الداعمون للمشروع «دنش للمقاولات، خوري للمقاولات، جبيلي اخوان، Palais Sucree، ومجموعة اليمن غروب، وVPS وNTCC».

وكان في استقبالهم رئيس جمعية أصدقاء الزيرة كامل كزبر وأعضاء الهيئة الإدارية ورئيس نقابة الغواصين المحترفين محمد السارجي ومسؤولة الشركة منظمة الحفل «The Planner» آية الصعيدي.

بعد النشيد الوطني اللبناني استعرض الحضور الأنشطة المائية المرافقة للحفل في بحر المدينة بين القلعة والزيرة، ثم جرت إزاحة الستارة عن اللوحة التذكارية لـ«حديقة صيدون المائية» فترحيب من الإعلامي جوزيف حويك. ثم جرى إطلاق المفرقعات والأسهم النارية من على صخور جزيرة صيدا الزيرة حيث أضاءت سماء المدينة احتفاء بهذه المناسبة، ثم عرض فيلم عن الزيرة وعن الحديقة المائية.

السعودي

وألقى رئيس البلدية محمد السعودي كلمة، فتوجه بالشكر الى قائد الجيش وكل ضباط وجنود الجيش. وأعلن إهداء هذه الحديقة لأرواح شهدائه. وقال: «ما رايتموه اليوم نتاج عمل طويل بدأ في الزيرة وهو مستمر. والرئيس فؤاد السنيورة كان متابعاً ومواكباً. والسيدة بهية كانت من الداعمين الأساسيين. وصيدا فيها أماكن جذب كثيرة لكن تحتاج الى تظهير وهذا يأتي شيئاً فشيئاً مع سواعد الشباب وخصوصاً أصدقاء الزيرة وما يقومون به في المدينة يجعلنا نعرفها أكثر». معدداً المعالم التاريخية والأثرية والتراثية في المدينة ومشدداً على أهمية تفعيلها وأن يكون هناك فندق سياحي في صيدا.

كزبر

وعرض كزبر مراحل إنجاز الحديقة المائية بالتعاون مع نقابة الغواصين وبدعم من قيادة الجيش اللبناني، مشدداً على أهمية هذا المشروع بيئياً وسياحياً للمدينة وللمنطقة وشاكراً كل من ساهم في إنجاحه. وقال: «أحببت أن يكون الاحتفال بافتتاح الحديقة من هذا المكان وبمناسبة عيد الجيش تكريماً لقيادة الجيش وللجيش اللبناني العظيم وشهدائه لهم منا كل التحية والتقدير».

أضاف: «صيدا الموجودة على البحر عاشت أربعين سنة محرومة من ارتياد البحر بسبب جبل النفايات وأطنان النفايات التي كانت تنزل بالبحر، وهناك من نسي أننا كنا بلا بحر واليوم بعد أن استطاعت البلدية برئاسة السعودي التخلص من الجبل وتحويل مكانه الى حديقة أصبحنا نرى البحر نظيفاً وأعماقه نظيفة وأصبحت الناس ترتاد أكثر البحر والجزيرة»، منوهاً بدور الرئيس السنيورة والنائب بهية الحريري ودعمهما للجمعية ومشاريعها وأنشطتها، وشكر أيضاً وزارتي النقل والثقافة ومفرزة الشواطئ ورئاسة مرفأ صيدا، وشركتي خوري ودنش. وأعلن عن مبادرة من جمعية الطيارين الخاصين في لبنان وبنك ميد بتقديم ثلاث طائرات لحديقة صيدون المائية.

تكريم

وبعد تقديم أعضاء الجمعية، جرى تكريم الفاعليات والمؤسسات الداعمة لعملها ولمشروع الحديقة، فقدم كزبر بمعاونة عضو الجمعية نسرين غزاوي، دروعاً تكريمية الى كل من الرئيس السنيورة والنائب الحريري وممثل قائد الجيش العميد يحيى ورئيس البلدية السعودي ومدير النقل القيسي والعميد شحادة والنقيب السارجي وكل من محمد مزهر باسم فوج الإنقاذ البحري في الدفاع المدني وبطل لبنان في الغطس مروان الحريري والمهندس محمد دنش والمهندس داني خوري ممثلاً بالمهندس بسام كجك.

واختتم الحفل بأغنيات وطنية مُهداة للجيش اللبناني قدمها الفنان غدي. وسبق الحفل وعلى مدى أكثر من ساعة عروض مائية لرياضات وأنشط بحرية مثل الفلاي بوردز والجت سكي والغطس وغيرها.

السنيورة

وعلى هامش الحفل قال الرئيس السنيورة: «هذا الحدث يعني كم أن المدينة تختزن فرصاً هائلة للتطوير وبالتالي لكي تكون فعلياً جاذبة لشتى أنواع الأنشطة الثقافية والرياضية والحضارية. وهذا العمل اليوم يعطي نموذجاً كيف يمكن أن تتعاون الإرادات من شتى أطياف المدينة وخارجها لتحقيق هدف معين وننجح فيه. وأعتقد أن هذه المجموعة من المتطوعين والواهبين لتحقيق هذا العمل يمكن أن يكون ذلك نموذجاً لأعمال تتم في المدينة. أنا سعيد جداً بأن هذه الأحلام عن المدينة يمكن أن نحولها إلى حقيقة ونحول هذه البقعة التاريخية التي هي أقدم مدينة على شاطئ البحر المتوسط اعتقد نجحنا اليوم واضفنا أمراً جديداً وهي الفكرة التي أطلقتها أنا «تعا نسبح بنص البحر» فبالتالي أصبح لدينا الآن حديقة «بنص البحر» ويمكن أن تكون جاذباً لنشاطات مثل الغطس وغيرها وتستجلب مهتمين بهذا العمل».

النائب الحريري

وباركت النائب الحريري لمدينة صيدا ولجمعية أصدقاء الزيرة هذا الإنجاز المهم الذي «سيكون نقطة جاذبة للشباب ولكل لبنان وسنكون إن شاء الله على موعد مع مناسبات ومحطات كثيرة في المدينة لنستطيع أن نستقطب أكبر عدد ممكن من الوافدين ليأتوا ويروا هذا الإرث الغني في المدينة وفي المدينة القديمة بالتعاون مع وزارتي الثقافة والسياحة ووزارة النقل التي كان لها دور كبير بشخص مديرها العام والذي لولا هذا التعاون بين كل الأطراف لما تحقق ما نراه اليوم. فمبروك لصيدا هذا الإنجاز وإن شاء الله دائماً ستكون لنا محطات ولقاءات قادمة».

السارجي والحديقة المائية

وعن الحديقة المائية التي تم افتتاحها قال نقيب الغواصين السارجي لـ«المستقبل»: «الحديقة موزعة على ثلاث نقاط وعلى أعماق متفاوتة، لكي نعطي فرصة لكل الناس التي تجيد الغطس أن تطلع عليها: النقطة الأولى خلف الجزيرة مباشرة وهي على عمق 12 متراً ووضعنا فيها دبابتين وملالة، والثانية على عمق 17 متراً أيضاً شمال غرب الجزيرة ووضعنا فيها دبابتين وملالة، والنقطة الثالثة إلى الغرب من الجزيرة على عمق 27 متراً ووضعنا فيها دبابتين وملالتين. وكل هواة الغطس بكل مستوياتهم سواء كانوا مبتدئين أو محترفين بات بإمكانهم الوصول إلى إحدى هذه النقاط».

أضاف: «الشق الثاني هو الثروة السمكية أي التنوع البيولوجي لأننا بعد أيام قليلة على إنزال هذه الآليات، بدانا نرى أعداداً من أسماك الغبّص، وسمك الـ «lion fish»، أي من الآن وحتى ستة أشهر سنرى كميات هائلة وستكون تلك المواقع ملاذاً للسمك. ونحاول أن نعلن منطقة الحديقة المائية هذه خالية من الصيد البحري حتى نعطي فرصة لتكاثر السمك ومنه يخرج إلى أماكن أخرى في بحر صيدا ويستفيد منه الصياد».

وتابع السارجي: «هذه الحديقة تشجع السياحة البحرية في منطقة صيدا، وسياحياً نستطيع أن نستفيد عبر نشر مواقع لهذه الدبابات عندها يستطيع الغواص الحر وغيره أن ينزلوا إلى المياه. كذلك الأمر بالنسبة لعمق 12 متراً يمكن أن نرى الدبابة من سطح المياه، فنستطيع مثلاً أن ناتي بمراكب لها قاع زجاجي بحيث يستطيع الناس أن يروا الدبابات من أرضيتها».
تم نسخ الرابط